للباحث/سليمان عبد النبي من الهوارية تونس
متابعة عبدالله القطاري من تونس
يوجد بجبل الهوارية عديد القبور لأولياء الله الصالحين الذين تركوا الدنيا و رابطوا بالجبل يعبدون الله و يراقبون أي خطر قادم من الأعداء و تنبيه المواطنين و المدن القريبة لذلك فهم دائما متأهبون..رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه،
قال الله تعالى في سورة الأحزاب :''من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ( 23 ) ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما ( 24 ) '' صدق الله العظيم
و الملاحظ أن هؤلاء الصالحين كانوا يرابطون بالجبال و على الشريط الساحلي (ما يعرف ببيوت العسّة) و كذلك بوسط البلد..
وكانت مهمتهم الأساسية الحراسة و التعبّد و إرشاد الناس و تعليم القرآن الكريم و الفقه..و تجييش الأهالي لصد أي خطر داهم.
و للذكر لا الحصر نذكر: سيدي عامر، سيدي بالأبيض ، رجال البرج ، سيدي برباط ، سيدي مسعود ، سيدي بو الصرور ، سيدي عبد النبي ، سيدي بوعياش ،سيدي براهم ، سيدي صالح ، سيدي حسين ، سيدي سالم ، سيدي داود ، سيدي الكدوي ، سيدي عيسى ، سيدي بنعيسى ، سيدي بوشويشه ، رجال العطوة ، سيدي المجذوب ، سيدي الشريف ، سيدي الغريب و الرجال الشهداء (رجال الشهدة) و غيرهم ..
و هذه لمحة صغيرة من كتاب المسالك و الممالك لأبي عبيد البكري :
{ من المراسي الصغار رباط الحمة ثم جون (خليج) النخلة ثم مرسى بونة (نوبة) في قبالته جزيرتان إحداهما تعرف بالجامور الكبير (زمبرة) و الأخرى بالجامور الصغير (زمبرته) و هي أصغر ثم جبل أدار يظهر منه جبل صقلية و في هذا الجبل قوم متعبدون تخلوا عن الدنيا و سكنوا في هذا الجبل مع الوحش لباسهم البرديّ و عيشهم من نبات الأرض و من صيد البحر يتناولون من ذلك ما يكون بلغة (أكل) لهم إذا جاعوا و الدعوة من أكثرهم مستجابة و هذا الجبل معروف بآلتزام هؤلاء فيه منذ فتحت إفريقية }
لمحة عن الكاتب :
أبو عبيد البكري و هو عبد الله بن عبد العزيز الأندلسي ، جغرافي وموسوعي واديب ونباتي اندلسي . ولد في ولبة قرب اشبيلية حوالي عام 1030م وتوفي في قرطبة عام 1094م اشتهر في القرن الحادي عشر الميلادي ، وهو أول الجغرافيين المسلمين في الأندلس. قيل إن ملوك الأندلس كانوا يتهادون كتبه.
في عام 1949 م أطلقت وكالة الفضاء الأميركية ناسا إسمه على فوهة من فوهات القمر تقديرا لإسهاماته المتميزة في حقل الجغرافيا
نسبه
أبو عبيد الله بن عبد العزيز بن محمد بن أيوب بن عمرو البكري الوائلي ألاندلسي الاونبي ويرجع نسبه إلى بكر بن وائل بن ربيعة
مؤلّفاته
يعتبر أبو عبيد البكري، أكبر جغرافي أنجبته الأندلس، فقد ألّف كتابين جليلين في الجغرافية أوّلهما "معجم ما استعجم" أورد فيه جملة مما ورد في الحديث والأخبار، والتواريخ والأشعار، من المنازل والديار، والقرى والأمصار، والجبال والآثار، والمياه والآبار، والدارات والحرار، منسوبة محدودة، ومبوّبة على حروف المعجم مقيّدة ؛ أما كتابه الثاني فهو "المسالك والممالك" وصف جغرافية الأندلس وأوروبا، وأفريقيا الشمالية. وله في علم النبات : كتاب أعيان النبات والشّجريّات الأندلسية.
الباحث سليمان عبد النبي الهوّاري
إرسال تعليق