U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

سجينة الأحزان - جريدة الهرم المصرى نيوز

سجينة الأحزان

 

قصة قصيرة 


بقلم شروق محمد 

خذلوني أولئك الذين ظننت الحياة معهم ستكون أفضل، فليتهم اصطفوا ضدي، ولم يصطفوا خلفي، ليتقاسموا ظهري بخناجر غدرهم المسمومة، تركت لهم ظلي ورحلت، لأنني لا أحمل رغبة الانتقام من أحد، والأيام كفيلة برد اعتباري.

أجلس وأنظر امامي أشاهد الأمواج وهيا تأتي وتعود كالعمر يأتي بأشخاص نتعلق بهم ويعودو كما كانو ويتركو قلوبنا كساحه خاليه من الأنوار، ظالمه كالقبور، كصحراء بلا ماء هذه الحياة كالمسرح وكل منا يمثل دوره وينتهي ولا أحد يشعر بالأخر، لا أحد يعلم مانمر به، كما تركوني بمفردي ألملم جراحي وأداوي كسور قلبي، ها أنا وهذه حياتي، مع كل شخص يقترب من عالمي، لماذا يقتربو مني وهم يعزمو أمرهم على الرحيل، لماذا، كنت أجلس وحيدة كالعادة بدون أصدقاء بدون أحباء، بمفردي

لقد تعودت على الوحدة وها انا في هذا الوقت أشهد بأن الوحدة أفضل من التجمعات الكاذبه الخادعه، لقد أكتشفت مؤخراً أن كل ما دخل حياتي كا مصلحه وفائده من ذلك لقد انطعنت في ظهري كثيراً من قربهم هذا. 

كانت تجلس على المقعد المخصص لها أمام البحر وهيا تنظر للمارة أمامها وتهمس بداخلها 

كلكم منافقين، كلكم مسألت وقت مش أكتر في حياة بعض

تنهدت تنهيده طويله مليئه بالخزلان وقامت بتحريك رأسها بيأس واثناء ذلك جائت ابنة عمها ووضعت يديها على كتفيها وهيا تقول

هو انتي مش بتزهقي من القاعده قدام البحر لوحدك  

نظرة لها بطرف عيناها وبداخلها يهمس

كمان مستكترة عليا القاعدة 

ضمت حاجبيها وقالت بتساؤل

بتبصيلي كدا ليه. 

ادارت بوجهها للبحر مرة ثانيه وهيا تقول

لما ازهق من القاعده هبقي اجي 

لوت شفتيها وغادرت وهيا تقول

براحتك ياختي مش هنضربك على ايدك

نظرت وجد لاثرها وتذكرت ليلة امس وهيا تستمع لحديث ابنة عمها مع زوجها وهم يقوموا بمخطط انتشالها من المنزل وأخذ اموالها، سالت الدموع من عيناها وهيا تترحم على والديها؛ 

كانت تتمنى وجودهم بجوارها كانت تتمنى قلب يحبها ويد تربت على كتفيها أخرجت تنهيدة قويه بكل الأذى والألم وعاودت النظر أمامها. 

على الجانب الآخر وليس بعيداً كان ينظر لها ويندهش من كثرة بكائها ويندهش أكتر من جلوسها بمفردها لساعات طويله دون ملل أو التحدث مع أحد، أصبح الفضول متمكن منه وبعد فترة طويلة من التفكير والتردد عزم أمره ليذهب إليها ويحاول أن يتحدث معها، نهض وذهب ليقف بجوارها وهو يتحمحم ليردف قائلا

_ممكن أقعد لو مش هيدايق حضرتك

اجابته بهدوء دون أن تتحرك أو تنظر له 

: المكان مش ملكي عشان اقول تقعد أو لأ 

وضع المقعد الذي بيديه وجلس بهدوء وهو يقول

شكرا لموافقتك 

ظلت على وضعها وهيا مغلقه عيناها لتهمس قائله 

شكرا على إيه وانت شكلك مجنون  

عدل من وضع نظارته وهو يقول بمرح

دا العادي أصل الكل بيقول كدا 

فتحت عيناها فاجئه واندهشت من حالها لأنها كانت تظن انها تهمس بداخلها حمحمت بخجل وقالت

اسفه ماكنتش اقصد 

وضع ساق فوق الأخرى وهو يعدل لياقة قميصه ويقول

لا لا متتأسفيش 

نهضت وهيا تجمع أغراضها وتقول

لا دا انت عايش الدور اووي، عن اذنك مش ناقصه جنان

تركته وغادرت لتعود لمنزلها، اما هو فكان ينظر لأثرها ويقول بتحدي واضح

مش هسيبك تستسلمي للحزن اللي في عينك

ولكنه توقف عن الحديث وهو يقول

وانا مالي من جنس حواء ونكدهم

ابتسم وسخر من نفسه وهو لا يعلم لماذا ضربات قلبه تتسارع بهذه الدرجه.

♡♡♡♡

بعد أن تركتها وغادرت ذهبت إلى المنزل وهيا غاضبه من حديثها الجاف معها وهيا لا تعلم ماذا حدث لتغيرها هكذا فاجئه، امسكت بهاتفها وقامت بالاتصال على زوجها لتخبره بما حدث، بعد ثوان اتاها الرد 

يارب يكون خير ياحبيبتي 

ضمت حاجبيها بغضب وهيا تأخذ الغرفة ذهابا وايابا قائله

: هو انت داري بحاجه خليك كدا علطول مشغول

فقد أعصابة فصاح بها قائلا

يعني كاتبين كتابنا بقالنا سنه ونص ومش عارفين نتجوز اجي اقعد جمبك ومااشتغلش وبلاها فرح؛ ولا انتي مفكرة ان بنت خالك هبله هتسيبلك ورثها وتمشي زي مابتخططي

نفخت هاتفه في ضيق

:انت لحقت غيرت كلامك، مش دا اللي طول النهار والليل بتحاول تحفظهولي وإن إحنا أولى منها بالفلوس دي

أجاب بنفاذ صبر

دا على أساس كلامك ليا في الأول مش دلوقتي. 

انت مجنون يابني ولا إيه، اومال كنا بنتكلم في ايه امبارح

قالتها خلود بغضب وهيا تنتظر أجابته لها

أخرج تنهيدة مليئه بالغضب واردف قائلا

طيب، ماشي، انا بقى فكرت وعرفت اننا مش هنوصل لحاجه

انزعجت خلود من رده المحبط فأعترضت قائله

بطل إحباط بقى وخليك معايا واحنا هنوصل للي عاوزينه، ماشي ولا

اومأ بالإيجاب قائلا

لما نشوف اخرتها معاكي ومع دماغك النشفه دي

انهت المكالمة وهيا تتنهد في صمت وتفكر ماذا تفعل مع ابنة خالها، جاءت لتخرج من الغرفة فوجدت وجد أمامها جحظت عيناها وتلعثمت في الحديث قائله 

انتي هنا من امتى

ارتسمت على جانب شفتيها بسمه ساخره

لسه جايه دلوقتي 

بعد ما انهت جملتها تركتها وغادرت إلى غرفتها دون حرف آخر، اما خلود وقفت مندهشه من تصرفات وجد، وسألت نفسها

: هيا سمعتني ولا ايه، حتى لو سمعتني تخلي عندها دم وتسبلي الشقه اتجوز فيها. 

♡♡♡♡

في اليوم التالي

أشرقت أنوار الصباح عليها وهيا جالسة تناجي ربها وتتمنى الخير لكل البشر وتتمنى أن تكون قلوبهم صافية ومشرقة كالشمس الصافية، تنهدت ونهضت لتفتح النّوافذ لتنظر للسماء، وتتذكر عظمة خالقها، وخشعت لقدرته سبحانه وتعالى، وقفت وتذكرت أن القمر ذهب ليختبئ في مداره، ليفسح مجالاً للشمس كي تشرق من جديد، ذكرها هذا بنظام الخالق الذي لا يحيط بعلمه شيء، فتمنيت لو أن البشر يسيرون على نظام مقدس لعيشهم، فيستفيدون من وقتهم لتسير حياتهم على أكمل وجه.

أخرجت الهواء دفعه واحدة وهيا تخرج من غرفتها لتذهب وتحضر كوب من القهوة لترى خلود تقف وتحضر الإفطار قالت بهدوء

صباح الخير 

ابتسمت خلود لها قائله

صباحك ورد وياسمين، ثم اكملت حديثها بتساؤل وتوتر لم تخفيه

كان مالك امبارح يا وجد

اعطتها وجد ظهرها وهيا تحضر القهوة قائله 

ولا حاجه ماتشغليش بالك 

بعد دقائق انهت وجد تحضير القهوة وخرجت لتجلس بجانب الشرفة بمفردها، لأنها تنتمي للجلوس بمفردها بعيداً عن البشر؛ لانهم قامو بخداعها كثيراً وقد تألمت أكثر وانجرح قلبها أكثر وأكثر.

♡♡♡♡

أخذت حقيبتها وخرجت من المنزل في الوقت المعتاد لخروجها لتذهب إلى الشاطئ لتجلس وتتأمل في ملكوت الله كالعادة دون التحدث مع أحد، وعندما وصلت إلى الشاطئ وجائت لتجلس وجدت هذا الشاب الذي رأته في ليلة أمس ينظر ويبتسم لها، أشاحت وجهها بعيداً وظلت تتذكر الماضي مع صديقتها المقربة التي تركتها وسافرت للخارج مع زوجها وقبل ان تغادر فارقتها للأبد وانقطعت صداقتهما بسبب الغيرة العمياء 

كانت تظن صديقتها أن وجد تعجب بزوجها وكان السبب في هذا؛ محادثة خلود لها وتحريضها ان وجد ستأخذ زوجها وتغادر البلاد معه، لكن وجد أخلص وانقى من هذه التهم، ولا تدري من كان السبب في بعُد صديقتها، أو التفكير بها بهذا الشكل

نزلت العبرات كالشلال على وجنتيها ولكنها ازاحتهما سريعاً وهيا تهمس بتحدي 

خلاص مش عاوزه افكر في حد تاني ومش هاجي على نفسي عشان خاطر حد، ولا هفكر في حد كتير بعد كدا، وقراري إن ماعتش هدخل حد في حياتي. 

بمجرد ان انهت حديثها وجدت الشاب يجلس بجانبها ويبتسم لها غضبت وقالت بحنق

: وبعدين بقى 

ابتسم لها في حبور

اتاخرتي ليه انهارده 

قالت بنبرة حادة

: هو حضرتك تعرفني عشان تتكلم معايا، ثم اكملت بغضب 

لو حضرتك حابب تعاكس ولا تتعرف على بنات اظن الشاطئ مليان، أبعد عني بقى

اجابها بثقة وثبات

اولا انا مش من النوع ده، ثانيا انا لا بتاع معاكسة ولا كلام فارغ، انا بقالي فترة شايفك قاعده لوحدك حزينه قلت اجي واسالك عشان لو محتاجه مساعده أقدمها ليكي، واظن حضرتك ما ادتنيش الفرصة اني اسالك امبارح

قالت وجد بإضراب واضح

: اسفه مااقصدش اصل كل شويه حد يجي يرخم عليا وانا بجد تعبت من الأسلوب ده، وعلى العموم شكراً لحضرتك 

فكر ادهم قليلا ثم قال

: اعتذارك مقبول بس ممكن أعرف سبب حزنك، وقبل ماتتكلمي وترفضي، انا هسمع منك وامشي ومش هتشوفي وشي تاني، اعتبريني دكتور نفسي، احيانا الواحد بيحتاج يتكلم مع حد مايعرفهوش عشان يقدر يقول كل اللي جواه براحه. 

كانت تستمع لحديثه وتندهش من ثقته في الحديث ثم تنهدت تنهيدة بطيئه مليئه بالهموم خرجت من صدرها وهيا جالسة أمامه قائله 

وهيفيد بأيه الكلام، الكلام لا هيقدم ولا هيأخر

أعتدل في جلسته وهو ينظر لها بشفقه ويردف قائلا 

طيب جربي مش هتخسري حاجه

شردت قليلا ثم قالت

: حصل وخسرت كتير

حاول التهوين عليها قائلا

الإنسان بيفضل يتعلم لحد مايموت، الخسارة وارده جداً في حياتنا 

اغلقت عيناها وبدأت تسرد له كل ماحدث معها من قبل وهيا لاتدري من اين ظهرت هذه الثقه لتتحدث مع شخص غريب هكذا عن حياتها السابقة. 

♡♡

كان والديها يسافرو سويا لزيارة اقاربهم وتركوها مع ابنة عمها 

كانو يخافون عليها من هذه المسافه الطويله بسبب مرضها، كانت وجد تحتضن والديها بشده وقلبها يتسارع دقاته من القلق والخوف وهيا لا تعلم ما سبب هذا الشعور الذي اجتاح قلبها، وبعد عدة ساعات من مغادرتهم اتاها اتصال ان السيارة قد انقلبت بهم وكان السبب في هذا السائق المتهور الذي كان يتسابق على الطريق مع اصدقائه، وبعد مرور فترة انتقلو إلى المشفى ولكن صعدت روحهم إلى السماء قبل وصولهم إليها، كانت تستمع وتشعر انها داخل دوامه لا تستطيع ان تصدق أنها فقدت والديها بهذه السرعه، كانت تتمنى أن تعيش معهم أكثر، وتتمنى أن تعيش معهم لحظات وأوقات مرحه وفي وسط أجواء أسرية؛ لكنها أنحرمت من هذا، ظلت تسكن مع ابنة عمها التي كانت تعاملها بحقد وغيرة، كانت دائما تتعمد ان تأخذ أشيائها وتهلكهم، وتفرقها دائما عن اصدقائها، 

حتى أصدقائها كانو يأتون إليها عند حاجتهم فقط ويتركوها ويغادرو عند انتهاء مصالحهم، وعندما دق قلبها لأول مره وشعرت بأن هذا الشخص سيعوضها عن ايامها السابقة، كان يخدعها ويستغلها هو الأخر وبعد كل هذا لقد تركها وغادر خارج البلاد، لقد أعانت كثيراً وأهُلك قلبها، لقد فقدت شغفها في الحياة كانت تستسلم لأحزانها وصفت كل هذا في كلماتها الأخيرة، سأظل سجينة أحزاني. 

♡♡♡♡

بعد مرور ايام 

كانت وجد حبيسة غرفتها تفكر في أدهم ومقابلتهم الذي ازدادت في الأونه الأخيرة وقربه منها وتعلقها به في هذه الفترة القصيرة وحديثه عن العوض الذي يأتي بعد التعب والمشقه، 

كانت شاردة الذهن حائره في أمرها وقلبها الذي نبض مرة ثانية دون سابق إنذار كل ما بداخلها تحطم وتبعثر، أصبحت أشلاء تناثرت فوق صفحات البحر، ربما الخوف من المجهول يسكنها، وتلك الدمعات تأسرها، ولكنها فقدت الأحساس بالأمان وثقتها بالأزمان، رفعت رأسها محدقة في سقف الغرفة بغير هدف محدد، ظلت هكذا لفترة ثم نهضت وأخذت أغراضها وذهبت إلى الشاطئ لتراه وتجلس تتحدث معه، كان قلبها يتراقص بمجيئه لها ويزداد أعجابا به، كانت تندهش من أمرها لتقول بهمس

: هو انا مجنونه ولا ايه بالظبط، ازاي قلقانه منه، وازاي بحب اقعد معاه، ازاي خايفه منه، وازاي بحب ثقته في نفسه، انا مش عارفه انا عاوزه ايه، انا هجرب واظن مش هخسر اكتر من اللي خسرته. 

تركت عقلها جانبا وسلمت أمرها لقلبها ليتحكم بها، وليتها مافعلت هذا. 

♡♡♡♡

كانت وجد نائمه على السرير تبتسم طاره وتحزن الأخرى وتتذكر مواقف ادهم معها وتتذكر اعترافه لها بحبه، والأكثر تعلقها به وإعجابها بذكائه وثقته في نفسه وإعجاباً بحيويته، 

اثناء ذلك سمعت طرقات على باب غرفتها ظفرت وجد بضيق ثم اغمضت عيناها سريعا لانها لا تستطيع أن تتحدث مع ابنة عمها، كان حديث خلود دائما على المال والمنزل، فدلفت خلود وهيا تسير بطرف قدميها لتتأكد أن وجد نائمه لتذهب دون علمها، تأكدت من هذا وجاءت لتخرج رن هاتفها اجابت سريعا وهيا تقول بتوجس

: انا خارجه اهوه بس بتأكد انها نامت، صمتت قليلا ثم قالت

ايوه نايمه ياله خليه يقابلنا على الشاطئ الدنيا ليل وماحدش هيشوفنا، خلينا نخلص من الموضوع دا بقى في اسرع وقت انهت المكالمة وخرجت من الغرفة بخطى بطيئه واغلقت الباب ببطئ خلفها، ثم غادرت المنزل وذهبت، اما وجد فتحت عيناها سريعا وبدأ الخوف والقلق يملئ قلبها نهضت مسرعه وابدلت ملابسها وذهبت ايضا عند الشاطئ لترى ما تخفيه خلود عنها، وعندما وصلت تجمدت ملامحها وغشيتها سحابة مظلمه من الذكريات بما حدث لها في السابق لأنه يحدث للمره الثانية أمام عيناها، أتسعت عيناها في ذهول وقالت بصدر منقبض وصوت منكسر 

: أدهم

تفاجئو جميعا من مصدر الصوت واندهشو من وجودها أمامهم

لم يشعرو من قبل بعجز مهين كهذا العجز، ظلت أعينهم تدور حول وجد الصامته، ليتبادلوا النظرات في صمت ايضاً ولا أحد يستطيع ان يتحدث في هذا الوقت

صاحت بصوت مخنوق قائله

: اشمعنى أنا، لا بجد ليه يحصلي كل ده، ليه ياخلود كل الاذيه دي، عملتلك ايه، مش هقدر أعاتب الغريب، لأن القريبه عملت اكتر من كدا، ابو الفلوس اللي تخليكي تتفقي عليا وتكسريني بدل المرة ألف، واللي وجعني وكسرني أكتر لما صاحبتي كلمتني امبارح وعرفتني بكل اللي عملتيه من ورا ظهري وانتي اللي خلتيها تبعد عني، بتوسوسي لاصحابي زي الشيطان، انتي ما خلتيش حاجه للشيطان يعملها، والاكتر انك السبب في بعد خطيبي الاولاني وانتي السبب برضه انه يخدعني، ودلوقتي بتوسوسي للأنسان اللي قلت انه عوض ربنا ليا، انا ماعتش عاوزه اشوفك ولا اعرفك تاني وبيتي مش هتدخليه مرة تانيه، ارجعي لمامتك وجوزها انتي ماتستهليش اني أتعاطف معاكي. 

رمقتها خلود بنظرة حادة وهي ترد عليها

: انتي معاكي كل حاجه، وانا ماعيش اي حاجه، طول عمرك بتلبسي أحلى لبس، بتاكلي احلى اكل، بتشربي أحلى شرب، بتتفسحي وتخرجي وليكي اصحاب، باباكي بيدلعك مش حارمك من حاجه، انا ابويا بِعد عننا وطلق امي، وامي سابتي وراحت اتجوزت وجوزها في الرايحه والجايه يدايقني، وانتو عايشين احلى عيشه مش حاسين بيا، كنت بتوجع كل مااشوفك فرحانه، كنت بتمنى اكون في مكانك، كنت بستمتع وانا شيفاكي مكسورة، بحس براحه وانتي قاعدة لوحدك بتعيطي، كنت بقول ياله شوفي وحسي بالي انا كنت فيه

قاطعتها وجد بصراخ وحده قائله

: كفاية بقى غل وحقد كل دا في قلبك ليا، اهو ابويا مات واخد امي معاه وسابوني لوحدي بعاني من الوحدة والتعب، حرام عليكي، صمتت للحظه وضحكت بقلة حيلة قائله

: انتي واللي زيك كل همهم اكل وشرب وفلوس، كل اللي أقوله ليكي حسبنا الله ونعم الوكيل فيكي وفي كل حد اذاني وكان السبب في وجعي، فوضت امري لله. 

كل هذا وهو لم يحول عيناه عنها لحظه واحدة وأنهمرت عليه بعض الذكريات الذي كانت تجمعهم سويا، نظرت إليه طويلا ثم تسائلت في حيرة

: دا انا فتحت قلبي ليك قولتلك على كل جروحي وكل الاذى اللي شوفته ومريت بيه، قلت انك السند ليا بعد ربنا، كنت عرفني ان انت كمان طمعان فيا، والله كنت هديك الفلوس من غير ماتجرح قلبي تاني، انت اخدت ايه، استفدت ايه من كسري، وضعفي دلوقتي. 

تقلص وجهه وثبتت في عينيه نظرة حزن ورثاء وقال كالمعتذر

: سامحيني مش هقدر اقول غير كدا

رمقته بنظرة غاضبة كاسرة مليئه باليأس 

: لا سامحك الله ولا عاف عنك

حسبي الله ونعم الوكيل. 

تركتهم وركضت وهيا تبكي من الألم والقهر والذل، اما زوج خلود تجلت في عينيه نظرة حادة صارمه، اقتلع الخاتم الذي يوجد في يديه وألقاه في وجهها قائلا

: انتي ماينفعش تكوني زوجه صالحة ليا، ومااتشرفش انك تكوني على زمتى، انتي طالق

تركها وغادر وهو يتألم على ماوصلت إليه وجد

وقعت على الأرض صارخه بغضب عارم

لااااااا انا مش هخسر كل حاجه وهيا تكسب، انا هندمك على عمايلك معايا، مش هسيبك تتهني وانا ادمر، لااااااااا

دخلت في نوبة من البكاء والصراخ وظلت تتوعد لها كثيراً. 

وعلى الجانب الآخر 

وقف أدهم في ظلام دامس يحملق في الظلام ولا يرى شيئاً غير الحقد والجشع والطمع الذي يملى قلبه وعلى ماوصل إليه. 

~~~~

كانت تسير بخطى ثقيله والعبرات تسيل على وجنتيها كالشلال 

تصرخ وتناجي ربها 

ياااااااارب، لقد أصبحت أتمنى أن أسكن عالماً بعيداً، عالماً لا أشعر بالبشر فيه، بل أشعر بنسمات الصباح والليل وأحاديث الشجر ومداعبة قطرات الندى لأوراق الأزهار، يا اللّه إن كنت في طريقي نحو حلمي و تعثرت و فشلت كثيرًا وظننت إني لا أستطيع، أبعث لي أملًا يخبرني ولئن طالت السنين بقدرتك سأصل إلى ما أريد.

♡♡♡♡♡♡♡

تمت بحمد الله

♡♡♡♡♡♡

#قصة_قصيرة

#سجينة_الأحزان

#شروق_محمد

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة