بقلم / ياسر محمود محمد
عضو اتحاد كتاب مصر
هل يمل ؟ ! ...
طوال عشرة أشهرٍ كاملة و هو يحاول معه ، و يهتف بتلك العبارة ...
_ حاول أن تتذكر ! ! ...
ابذل مجهودًا .. غص بأنحاء الجزء المتبقي من جسدك الآدمي ..
أنت كنت إنسانًا ... بعواطفٍ و مشاعرٍ ..... و أحاسيسٍ ..
***
كان من أواخر أفراد الجنس البشري القديم ،و الذين كلفوا برعاية أفراد " جيش الجنس البشري الأحدث " الذي يتكون معظم أنحاء جسده و مخه من الألياف المعدنية .
لقد قام " معهد إعداد جيش إنسان المستقبل " بمحو تاريخ كل أفراد الجنس البشري القديم و المعدل .. إلا أن " صاد " كان من القلائل الذين حفظوا أدمغتهم من النسيان عن طريق شفرة خاصة خدع بها " المقاوم الكومبيوتري " .
لقد كانت وظيفة " صاد " _ و من هو مثله _ رعاية الإنسان شبه الآلي الجديد ، الإنسان الذي يتكون من أجزاء معدنية و بلاستيكية و ألياف نانومترية بجانب عضلات و أوتار الجسم البشري و يسيطر جزء صغير من الرقائق الكهرومغناطيسية مزروع في دماغه على مخه .
كان من الضروري رعاية " الإنسان شبه الآلي " ببعض بني الإنسان العاديين من المهندسين المهرة ، " صاد " كان من القلة التي تعلم أن ذاكرة الجنس البشري الجمعية محفوظة في جزء خاص محمي من أجزاء الدماغ بتكنولوجيا معقدة في الإنسان شبه الآلي الجديد .
ذاكرة تمتلئ بكل تاريخ و فنون و دين الإنسان القديم ، الذي عاش على الأرض قبل عام 2910 ميلادية ، و تطلب غزوه للكواكب و المجرات و ظروف البيئة الصعبة في الأنفاق الزمنية لمستعمرات الكون ، تطلب كل ذلك أن يغير من طبيعة إنسانيته .
عاد صوت " صاد " يهمس في أذن الإنسان شبه الآلي الاصطناعية المتطورة ، و " صاد " ينظر إلى جهاز صغير في ساعته يتأكد من عمله في إيقاف أمواج التنصت المخي التي يبعث بها الحاكم الأوحد للأرض و المستعمرات الكونية .
كان " صاد " يهمس في أذنه بينما عينا الإنسان شبه الآلي فيهما نظرة ثابتة و لا ترمشان .
_ حاول أن تتذكر يا ( ق – 1 )
أنت قائدٌ للأناسي شبه الآليين في مستعمرة الأرض
حاول أن تتذكر ..
_ إن ذاكرتك المختفية داخلك تحمل تاريخك من ماضيك المجيد ..
_ لقد انتهت حروب غزو الكواكب و أنت الآن تحتاج إلى استعادة ذاكرتك و ماضيك ...
سكت برهة .. حاول أن يغير من طبيعة صوته و نبره حتى لا يشعر ( ق – 1 ) قائد الأناسي الآليين بكذبه ..
_ انتهت الحرب الكونية الأولى
أنت الآن بحاجة إلى أن تستعيد قلبك بكل ما يمتلئ به من مشاعر و أحاسيس و إيمانٍ
ثم ضغط على مخارج حروفه و هو يتمتم ...
_ و حب
بل و حتى ... كره ! !
مال على أذن الإنسان شبه الآلي ( ق – 1 ) الذي بدا جامدًا ، و هو يقول بيأس :
_ حاول أن تتذكر .. لقد كنت إنسانًا و ليس آليًا .
ثم بصوت متقطع حزينٍ قويٍّ :
_ لقد ... كنت ... إنسانًا ...
رمشت عينا ( ق – 1 ) فجأة
و دون أن يلحظها " صاد " .
ياسر محمود محمد
عضو اتحاد كتاب مصر
الأربعين – السويس
ت: 01229720299
إرسال تعليق