بقلم / عبدالحفيظ موسى
عفوا رصيدك خلص ذهبت أفتش فيها فوجدت أنها تعبر عن حالنا لقد نفذ رصيدنا انظروا معى فى وجوه الناس لتعرفوا أين ذهب رصيد الفرح لديهم أين التفاؤل والسعادة والجدعنه التى كانت موجودة
كلنا بلا استثناء نحمل فوق ظهورنا هموما كثيرة لم يعد لدينا رصيد لكى نحلم وحتى نحلم بالحلم بحثت كثيراربما أجد ذلك الرجل الذى كان يشعل مصباح الجاز أو شمعة لينير للناس طريقهم فدلونى عليه فوجدت ظهرا مقصوما وعيونا غائرة يلتحف بلحاف قديم تظهر أكثر مما تستر ينزوى بها فى جانب الطريق قلت له يا عم أين أنت لماذا أطفأت مصباحك البسيط لماذا تركتنا فى الظلام ظل كثيرا صامتا يأبى الرد ولكنى أقسمت عليه بالله أن يتحدث وكأنه كان ينتظر من زمن طويل من يسأله أحد فقال" يا ولدى أحب أن أقول لك إنى فى عمرى ما حملت مصباحا ولا حتى شمعه فصعقت من المفاجأة ولكن بادرنى وقال لى ولكنى كنت أهم رجل فى هذه المدينة البائسة كان الملك لا يتحرك إلا وأنا معه أنير طريقه بمشورتى وحكمتى ومر زمن طويل اعتلى فيه التافهون المناصب وبرز فيه أشباه الرجل واصبحوا من على القوم فسقط منى قنديلى وأنطفأت شمعتى بعد وانفجر باكيا قلت له لماذا تبكى يا أبى قال أبكى على شهداء سالت دماؤهم ونحن ضيعناها أبكى على علماء عصروا عقولهم ونحن خزلناها قلت له أبتاه ما الحل ما العمل فقال لى أنت الحل مجرد بحثك عن أصحاب المصابيح هو الحل فتش فى نفسك استنهض همتك أيقظ الأسد الذى بداخلك اقتل الخوف والجبن الذى فى نفسك وليفعل ذلك غيرك حينها سيصبح كل واحد منكم مصباحا تنير طريق الحق
ودعته منصرفا ثم فتحت جوالى لأتصل بصديق لى فسمعت رسالة مسجلة تقول لى لقد نفذ رصيدكم حينها أدركت حكمة العجوز أنه لم يعد هناك وقت للاستعانة بصديق لابد أن يعمل كل واحد منا ما عليه
عزيزى القاريء مازال لدينا رصيد فلنغتنم الفرصة قبل أن نسمع تلك الجملة اللعينة عفواً لقد نفذ رصيدكم فكم أصبحت أكرة تلك الجملة حتى على هاتفى المحمول
إرسال تعليق