من مذكرات العربي/شفيق بن بشير غربال من صفاقس
متابعة عبدالله القطاري من تونس
طرقت باب بيته ففتح لي الباب بنفسه ..تملكني شعور بالذهول والرهبة ..يا الاهي .. أنا في حضرة الأديب الكبير "مراد العامري" ..تسمرت في مكاني .. حملقت فيه بنهم مستطلعة غير مصدقة للموقف ..
سألته بتلعثم :
-حضرتك الأديب الكبير "مراد العامريّ"؟
نظر إليّ متفرسا و لم يردّ على سؤالي .. بدت الدهشة والاستغراب على وجهه .. قلت في نفسي : " وهل يجد الأدباء الكبار مثل ما نجد نحن من الارتباك ؟ "
أصلحت الموقف .. مددت يدي مصافحة قائلة :
- معك القارئة سحر العامريّ .. مفاجأة في اللقب المشترك .. أليس كذلك ؟
صافحني محييا شجاعتي ومستحسنا مبادرتي .. قال لي :
-قارئة جديدة لأدبي .. مرحبا بك .. تفضلي بالدخول .. لا يليق استقبال الأصدقاء بالباب ..
دخلت رفقة أمي في أثر الأديب الكبير "مراد العامريّ" .. احتوتنا قاعة الضيوف بتشريف من زوجته وترحيبها .. جلت ببصري في أرجاء الغرفة .. هناك مكتبه في ركن من الغرفة تحيط به مكتبة ، وفي جانب منه حاسوبه القار ، وعلى مقربة منه شهادات التقدير التي تحصل عليها وصور تذكارية له مع قراء صغار وكبار ..
جلست قبالته وأخرجت دفتري وقلمي .. استأذنته في إجراء حوار معه لنشره في المجلة المدرسية .. أجاب عن أسئلتي بوضوح وبلسان عربي مبين .. فاجأني بصراحته التي رفعته درجات في عيني ّ..أخبرني دون خجل أو خوف على سمعته بأنه لم يكن متفوقا دراسيا ، ولا كان من أصحاب المراتب الأولى . كان فقط يؤمن بأنّ له حبا للأدب وقدرة على الكتابة .. قال لي : " ما زلت طفلا أحنّ إلى خبز أمي وقهوة أمي .. انّ أمّي هي التي صنعت مني كاتبا كبيرا كما تقولين . حرّضتني على الكتابة واستمعت إليّ ورغّبتني في النشر وتكرار المحاولة .
أوشكت على إنهاء حواري معه فأخرجت من محفظتي دفترا آخر . دوّن في سجلـّي الذهبيّ بخطـّه الكريم : " إلى قارئتي سحر العامري .. زهرة في بستان المعرفة فاح شذاها .. لها مني كل الود والتشجيع والتقدير "
ودّعته بعد أن وعدني بإضافة صورتي معه إلى مجموعة صوره التذكاريّة ..
شفيق بن البشير غربال
21/02/2013
إرسال تعليق