ممدوح العيسوى
يكتب :
قد يتساءلُ البعض لماذا عدد أشواط الطَّواف فى الحج أو العُمرة حول الكعبةِ عددُها سبعة ، ولماذا عدد الاشواط بين الصَّفا والمروة عددُها سبعة ، ولماذا عدد الجمرات الَّتى يرمى بها الحجيج ابليس عددُها سبعة ، فما السِّرُ فى هذا الرَّقم سبعة ، سؤال يستحق التفكير بعُمق ولكن بِما أنَّ هذه فريضة الله الَّذى فرضها على عباده فالنبحث فى كتاب الله عز وجل لعلَّنا نهتدى إلى الإجابةِ الصَّحيحة بفضل الله ، حيثُ قال الله سُبحانه وتعالى ( ما فرطنا فى الكتاب من شيئ ) فلنرجع إلى القرآن الكريم لنجد أنَّ الله سُبحانه وتعالى ذكر الرَّقم سبعة فى عِدة مواضع منها على سبيل المِثال لا الحصر ( الله الَّذى خلق سبع سماواتٍ ومن الأرضِ مِثلهُنَّ يتَنَزَّلُ الأمرُ بينَهُنَّ لتعلموا أنَّ اللهَ على كُلِّ شيئٍ قدير وأنَّ اللهَ قد أحاط بكُلِّ شيئٍ عِلما ) الطلاق 12 ، وقولهِ تعالى ( لها سبعة أبواب لكلِّ باب منهم جزءٌ مقسوم ) الحِجر 44 ، وقوله تعالى ( ولو أنَّما فى الأرضِ من شجرةٍ أقلامٌ والبحر يمده من بعده سبعةُ أبحُرٍ ما نفِدت كلماتُ الله إنَّ الله عزيزٌ حكيم ) لقمان 27 ، وقوله تعالى ( فقضاهُنَّ سبع سماواتٍ فى يومين ) فُصِّلت 12 ، وقوله تعالى ( ثُمَّ استوى إلى السَّماءِ فسواهُنَّ سبع سماوات وهو بكُلِّ شيئٍ عليم ) البقرة 29 ، وقوله تعالى ( وبنينا فوقكُم سبعاً شِدادا ) النَّبأ 12 ، فإذا تأملنا هذه الآيات الكريمة نجد أنَّ الله قد خلق السماوات عددُها سبعة والأراضين مثلهُنَّ سبعة وجعل لجهنم من الأبواب سبعة ، وأنَّ الله يؤكِدُ لنا أنَّه لو تحولت اشجار الأرض كلها إلى أقلام لتكتُب كلام الله وتحولت مياه البحر كلها وفوقهم سبعةُ ابحُرٍ إلى مدادٍ ما نفدت كلمات الله .
ومن جهةٍ اُخرى نجد أنَّ هناك بعض الأشياء الملموسة فى الحياة وتتعلق بنفس الرَّقم سبعة دون أن ننتبه لها ، فنجد مثلاً أنَّ عدد ألوان الطيف الضوئيَّة عددُها سبعة وهى عبارة عن موجات كهرومغناطيسية متمثِلة فى موجات الضوء الَّتى تتكون منها ألوان الطيف السبعة وهُم ( الأحمر والبرتقالى والأصفر والأخضر والأزرق والبنفسجى والنيلى ) ، ونجد ايضا أن حروف السلم الموسيقى عددُها سبعة وتبدأ من ( صول لا سى دو رى مى فا ) ثُمَّ بعد درجة السِّلم السابعة يأتى جواب الصول من جديد وهكذا ، ونجد ايضا الألكترونات تدور حول نواة الذَّرَّة فى نطاقات عددُها سبعة ، وأنَّ الجنين فى بطن أمِّهِ لا يكتمل نموَّهُ إلَّا بعد أشهُرٍ عددُها سبعة وإذا ولد قبل ذلك يموت ، ونجد أنَّ أيَّام الأسبوع عددُها سبعة ، إذاً فإن الرَّقم سبعة له معنى عِند ربِّ العالمين ، وهو قد أحاط بكُلِّ شيئٍ عِلما ، وقال الله تعالى ( وما أُتيتُم مِن العِلمِ إلَّا قليلا ) الإسراء 85 ، فلِما العجب من أن يكون الطواف حول الكعبة سبعة ولما العجب من ان يكون عدد الاشواط بين الصفا والمروة سبعة ، سبحان عالم الأسرار فإن سِرَّ هذا الرَّقم عند الله ، ومِمَّا لا شَكَّ فيهِ أنَّ هذا الرَّقم سبعة له خاصية وسِرٌّ خَفيٌّ عِند الله سُبحانهُ وتعالى ، فقد يكون عَلِمهُ مِنَ العِباد من عَلِمَه ولم يُذِع بسِرَّهُ ، وجَهِلهُ مِن العِباد من جَهِلهُ ولم يُطلِعَهُ الله على سِرَّهُ ، ولا يعلمه إلَّا الله سُبحانه وتعالى ، إنَّهُ هو العَليم الحَكيم .
بقلم / ممدوح العيسوى
إرسال تعليق