بقلم / محمد محمود
في موسم الحج لعام 2024 تعرض حجاج مصر لكارثة لم يسبق لها مثيل حيث تسببت عمليات تسفير غير شرعية في وفاة اكثر من 600 حاج جراء ارتفاع درجات الحرارة وعدم توفر الخيام اللازمة للإقامة في منى وعرفات تلك الوفيات كانت نتيجة لتقديم شركات سياحية وعودا باطلة وتسهيل دخول الحجاج بتأشيرات زيارة بدلا من تأشيرات حج رسمية
اثارت هذه الفضيحة موجة من الغضب والحزن في مصر والعالم الإسلامي حيث انتهكت تلك الشركات حقوق الحجاج واساسيات الحج الذي يجب ان يكون في ظروف امنة وبمستوى خدمات يضمن الراحة والسلامة للحجاج تفاقمت الامور بسبب عدم وجود تنسيق كاف بين الجهات المصرية والسعودية للتحقق من شرعية الحجاج وتقديم الدعم اللازم لهم
تدخلت الحكومة المصرية بعد الكارثة حيث قام رئيس الوزراء بتشكيل خلية ازمة الحجاج لمعالجة الوضع ومتابعة الحالات المصرية وجّه الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء بسحب رخص 16 شركة سياحية وإحالة مسؤوليها للنيابة العامة مؤكدا على اهمية اتخاذ إجراءات فورية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية
من جهته عبر وزير الخارجية المصري سامح شكري عن التزام الوزارة بمساندة اسر الضحايا والمرضى وتوفير كافة الخدمات اللازمة لهم وأكد الوزير على اهمية التنسيق مع السلطات السعودية لتسهيل إجراءات نقل الجثامين ورعاية المصابين بالإضافة الى تحديد مصير الحجاج المصريين المفقودين
في هذا السياق لفت وزير الصحة والسكان خالد عبد الغفار الأنظار الى العمل الدؤوب للبعثة الطبية المصرية التي قدمت خدماتها الطبية بكل احترافية وتنسيق مع السلطات الصحية السعودية لضمان تقديم الرعاية اللازمة للحجاج
بالنظر الى ما حدث يتعين على الحكومة المصرية اتخاذ خطوات جذرية لتعزيز إجراءات تنظيم الحج وتشديد الرقابة على شركات السياحة بالتعاون مع السلطات السعودية لضمان أن يؤدى الحج في المستقبل في إطار آمن ومنظم يحفظ حقوق الحجاج ويحمي حياتهم
في الختام ندعو الله أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ويمن على المصابين بالشفاء العاجل ونأمل أن يكون هذا الموسم درساً للجميع في أهمية الالتزام بالقوانين والأنظمة لضمان سلامة وراحة الحجاج في كل عام
إرسال تعليق