كتبت الإعلامية : إيمان عوني مقلد
الثقة بالنفس تعني إيمان المرء بقدراته، وصفاته، وحكمه الشخصي على الأمور عامة. وهي تصوّر إيجابي وصحّي للذات، يسمح لصاحبه أن يثق في نفسه ويواجه التحديات التي تعترضه بشعور من التفاؤل والاطمئنان. وليست الثقة بالنفس سمة ثابتة يولد بها المرء، بل إحدى الخصال التي يمكن تطويرها وتنميتها بمرور الوقت. إنها نتاج عن مجموعة من العوامل، مثل تجارب المرء، وإنجازاته، ومعرفته، ومهاراته.
عادة ما يميل من يمتلك مستويات عالية من الثقة بالنفس إلى أن يكون أكثر مرونة وقدرة على التعامل مع النكسات والإخفاقات. والشخص الواثق من نفسه يكون أكثر استعدادًا للمغامرة والسعي نحو تحقيق أهدافه وتطلعاته؛ هذا لأنه يؤمن بقدرته على التغلب على العقبات والوصول إلى مراده. أمّا من يفتقر إلى الثقة بالنفس، في المقابل، فغالبًا ما يعاني من اهتزاز في الشخصية وانعدام الإحساس بالأمان، وعادة ما تجده يتردد في مواجهة التحديات أو يتجنبها خشية الفشل، وقد يتطلب منه تجاوز النكسات أو الإخفاقات مجهودا جسيمًا، وربما الاستعانة بخدمات أخصائي نفسي.
أما عن أنواع الثقة بالنفس:-
تأخذ الثقة بالنفس أشكالًا متنوعة، تختلف بحسب خلفية وظروف الشخص، ويمكن أن يكون لكل نوع منها تأثير مختلف على سلوك الشخص، وعواطفه، ورفاهيته. في السطور اللاحقة نجد قائمة بأبرز أنواع الثقة بالنفس:
١-الثقة العاديّة بالنفس: تشير سمة الثقة العاديّة بالنفس إلى مستوى الثقة العام في الفرد، والذي يمكن استنتاجه من تصرف هذا الأخير في مجموعة من المواقف والمهام. إنها صفة مستقرّة ودائمة، تعكس إيمان الشخص بقدراته، بغض النظر عن الموقف أو السياق الذي يوجد فيه.
٢-الثقة المكتسبة بالنفس: الثقة المكتسبة بالنفس هي الثقة التي يتم تطويرها وتنميتها بالتجربة والممارسة المنتظمة. على سبيل المثال، قد يُصبح الفرد أكثر ثقة في إحدى مهاراته أو بقدرته على إنجاز نشاط معين بعد مرور مدة زمنية، يكتسب فيها المزيد من الخبرة والتخصص.
٣-الثقة الظرفية بالنفس: الثقة الظرفية بالنفس هي تلك التي تنشأ كاستجابة ظرفية في إطار موقف أو سياق معين. على سبيل المثال، قد يشعر الشخص بالثقة بالنفس عند الاختلاط بأناس من بيئة اجتماعية معينة أو عند إلقاء كلمة أمام جمهور معين، ولكن نفس ثقته هذه قد تتلاشى في مواقف الأخرى وعند مواجهة أشخاص آخرين.
٤-الثقة بالنفس المتعلقة بالمهام: الثقة بالنفس المتعلقة بالمهام هي نوع مميز من الثقة، يتعلق بأداء مهمة أو مواجهة ظرف مُعيّن. على سبيل المثال، قد يشعر الرياضي بهذا النوع من الثقة عندما يتعلق الأمر بقدرته على حسن الأداء في الرياضة التي يبرع فيها، ولكنه قد يفتقر إلى نفس هذه الثقة في مجالات أخرى.
٥-الثقة الزائدة بالنفس: الثقة الزائدة بالنفس، والتي قد تتطور إلى نوع من الغرور والغطرسة، هي إحساس متضخّم بالثقة بالنفس، عادة لا ينبني على أساس قدرات الشخص الفعليّة أو أدائه، بل على مجرد وهم من تصوره. ويمكن أن يقود هذا النوع من الثقة بالنفس صاحبه إلى الخوض في مواقف خطرة أو اتخاذ قرارات غير حكيمة أو تجاهل ردود الفعل الآتية من الآخرين.
٦-الثقة الزائفة بالنفس: الثقة الزائفة بالنفس هي نوع وهمي من الثقة ينتج عن تصنع هذه السمة ونسبها إلى الذات دون اقتناع كامل. على عكس أصحاب الثقة الزائدة بالنفس، يشعر أصحاب الثقة الزائفة بالنفس بأنه لا يوجد سبب للشعور بالثقة، لكنهم يحاولون تنميتها رغم شكوكهم ومخاوفهم.
بطبيعة الحال، تجدر الإشارة إلى أن هذه الأنواع من الثقة بالنفس ليست جميعها متضاربة، ويمكن أن يوجد أكثر من نوع في شخصية الفرد الواحد. فعلى سبيل المثال، قد يمتلك الفرد مستويات عالية من الثقة العاديّة بالنفس، ولكنه في الوقت ذاته، قد يفتقر إلى الثقة الظرفية في النفس في بعض السياقات. علاوة على ذلك، فيمكن أن تكون بعض أنواع الثقة بالنفس، مثل الثقة الزائدة بالنفس، ضارة برفاهية الشخص وتقديره للأمور بشكل عام، ما لم تكن مبنية على واقع حقيقي.
أما عن إيجابيات الثقة بالنفس
يمكن أن تعود الثقة بالنفس على حياة صاحبها بالعديد من الآثار والنتائج الإيجابية. وفيما يلي بعض الفوائد الرئيسية للثقة بالنفس:
تحسين الأداء: تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الواثقين من أنفسهم هم أكثر قدرة على أداء المهام والأنشطة المختلفة بشكل أفضل؛ وهذا لأن لديهم تصورًا إيجابيًا وواقعيًا لقدراتهم، ولأنهم أقل عرضة للشك في أنفسهم أو في مزاياهم.تحسين العلاقات: يمكن للثقة بالنفس أيضًا أن تحسن علاقات الشخص مع الآخرين، حيث يميل الأشخاص الواثقون بأنفسهم إلى أن يكونوا أكثر حزمًا وفعالية في التواصل، مما قد يؤدي إلى تفاعلات أكثر إيجابية مع الطرف الآخر.تحسين الصحة النفسية: يمكن أن يكون للثقة بالنفس تأثير إيجابي على الصحة النفسية. حسب الدراسات، قد يعاني من يفتقرون إلى الثقة بالنفس من القلق، أو التوتر، أو الاكتئاب. أما عند بناء الثقة بالنفس، فقد يساهم ذلك في دعم الرفاهية النفسية.تعزيز الرفاهية النفسية: ترتبط الثقة بالنفس ارتباطًا وثيقًا بالعواطف الإيجابية، على غرار السعادة والوفاء. يميل الأشخاص الواثقون من أنفسهم إلى التمتع بمستويات أعلى من احترام الذات والرضا العام عن الحياة.زيادة المرونة: عادة ما يكون الأشخاص الواثقون من أنفسهم أكثر استعدادًا للتعامل مع النكسات والإخفاقات، وهم أقل عرضة للاستسلام في مواجهة الشدائد وأكثر عرضة لتجاوز لحظات الضعف والهزيمة.النجاح الوظيفي: تعتبر الثقة بالنفس صفة مطلوبة في مكان العمل. يمكن أن يؤدي إلى أداء وظيفي أفضل وزيادة الإنتاجية وفرص التقدم الوظيفي.النجاح الأكاديمي: كذلك تعتبر الثقة بالنفس صفة تسهل على التلاميذ والطلاب التواصل مع أساتذتهم زملائهم وإبداء ملاحظاتهم وغير ذلك من الأنشطة الضرورية لتحقيق النجاح الدراسي.
باختصار، يمكن أن يكون للثقة بالنفس العديد من الآثار الإيجابية على حياة الشخص وعلى من هم في محيطه، كما بمقدورها أن تنعكس إيجابًا على الأداء في العمل والدراسة والعلاقات، إضافة إلى زيادة المرونة والرفاهية وتحسين الصحة النفسية، وهذا على سبيل المثال لا الحصر. ببناء الثقة بالنفس ورعايتها، قد يُصبح بإمكان المرء إطلاق العنان لإمكاناته الكاملة والعيش حياة أكثر سعادة. وهذا ليس مستحيلًا بتلقّي المساعدة المناسبة.
يسعى جميع الناس تقريبا في هذا العصر لاكتساب الثقة في النفس وزيادة قدراتهم ومعارفهم. فهذه الصفة هي من أهم الخصال التي تميّز الشخصية القوية التي تتمثل بتقبُّل كل السلبيات والإيجابيات الجسدية والشخصية والفكرية، والتعايش معها بل والافتخار بها.
الثقة في النفس وقوة الشخصية هما كل ما يطمح أن يحصل عليه الإنسان لأنهم صفتان لابد أن يتواجدوا في أي إنسان يريد أن يمتلك مفاتيح النجاح في كل جوانب الحياة، الاجتماعية والأسرية والتعليمية
فماذا تفعل لبناء شخصية جذابة؟
يقول الدكتور عادل عامر أن بناء شخصية جذابة وقوية يتطلب الثقة بالنفس أولا، لكي يثق بك الآخرون بعد ذلك ويسود الاحترام والتفاهم بينكم، ولكي تكون ذا شخصية جذابة وقوية يجب أن تتوفر بك بعض الصفات التي تجعل من الحديث معك والنظر إليك يكون ذا مردود أكبر خاصة في علاقات العمل، إن بناء الثقة بالنفس ليس صعباً، ومردوده كبير بعد ذلك على ذات الشخص، فما عليك سوى أن تعتني بالآتي:
المظهر الخارجي: إن اللحظة الأولى التي تقع فيها عينا أي إنسان عليك سيعرف مباشرةً بعدها مع من هو يتعامل، الكثير منا يرى البشر من حوله ومن خلال مظهرهم الخارجي يتنبأ بوظيفة هذا الشخص، فمثلاً إذا رأينا في إحدى المؤسسات فرداً فيها يعلوه الوقار ويهتم بهندامه كثيراً، يقع في خواطرنا بأنه أحد المدراء في هذه المؤسسة، أو أحد الأشخاص النافذين فيها، لذا إن الاهتمام بالمظهر الخارجي يقطع نصف الطريق عليك للوصول إلى قلوب الناس.
الألفاظ والمفردات: “الملافظ سعد” مقولة تتكرر دائماً وأبداً عندما نسمع أناساً يتحدثون بطريقة غير لائقة سواء باستخدامهم لبعض الألفاظ غير المناسبة لطبيعة الحال أو حتى بطريقة التحدث نفسها ونبرة الصوت، إن استخدام الألفاظ المناسبة لطبيعة الحال وبحسب الموقف الذي أنت فيه هو من التصرفات الذكية، والتي تعزز ثقتك بنفسك، فألفاظك ونبرة الصوت التي تختارها مع أفراد عائلتك وأصدقائك المقربين تختلف تماماً عما تتفوه به بين زملائك في العمل، وأيضا تختلف بشكل كبير إذا حضرت اجتماعاً مع المدراء في الشركة التي تعمل بها، فلكل مقامٍ مقال، لذا انتبه إلى ألفاظك ونبرة صوتك، درب نفسك على استخدام المفردات الراقية والرسمية، وعلى التحدث والتصرف بهدوء، فهذا هو المدخل الثاني لقلوب الناس بعد المظهر الخارجي.
التواصل بالعيون: إن هذا التواصل له مفعول السحر، فمن خلال نظراتك أثناء التحدث معك، سيجعل المستمعين يرون بك الشخص المحترم الذي ينصت للآخرين، إن التواصل بالعيون والإنصات بشكل مبالغ به للشخص الآخر يجعله أكثر انفتاحاً في الحديث معك، وأكثر اطمئناناً في التعامل بعد ذلك.
أما عن خطوات لتعزيز الثقة في النفس
كثيرون يعانون من مشكلة عدم ثقتهم في أنفسهم، هذه خطوات تساعد على اكتساب هذه الخاصية المهمة وزيادة قوة الشخصية منها :-
الابتعاد عن الروح السلبية:الحرص على التعامل مع الآخرين بإيجابية، وأيضا مع المواقف، والابتعاد إلى حد كبير عن السلبية، كونها تضعف من شخصية الإنسان، فضلا عن أن الحرص على حل المشكلات بكل الطرق الممكنة يساعد على تقوية الشخصية.
النظر إلى ما حقق: من المهم حساب الإنجازات التي حققتها من حين لآخر، كون هذا التصرف يعزز من الثقة بالنفس، وعليك أن تكون فخورا بالإيجابيات التي وصلت إليها، ومن الممكن عمل قائمة بهذه الأفعال والاحتفاظ بها والاطلاع عليها كل فترة؛ للمساعدة في استعادة وتقوية الثقة بالنفس.
العبادات: الحرص على أداء العبادات والتقرب إلى الله مهم جدا، إذ يؤدي إلى الاستقرار والطمأنينة الداخلية، والتي بدورها تؤدي إلى زيادة الثقة بالنفس، لأن انعدام الثقة بالنفس يأتي من عدم التقرب من الله والبعد عن العبادات.
التعرف على نقاط القوة: تعرف على نقاط القوة التي تمتلكها واسع لتقويتها، كما يجب أن تتعرف على المواهب الخاصة بك وتطويرها بشكل أفضل.
وضع الأهداف: حدد الأهداف والخطوات التي عليك اتخاذها حتى تستطيع تحقيقها، وليس من المهم أن تكون هذه الأهداف كبيرة، إذ يجوز أن تكون صغيرة، وعند تحقيقها يجب أن تبحث عن أهداف أخرى، وهذا جدير بأن يجعلك تكتسب ثقة زائدة بالنفس ومن خلالها تستطيع إنجاز المهام المختلفة.
التحدث مع النفس بإيجابية: التخلص من التفكير في الأشياء السلبية والتحدث مع النفس بشأن الإيجابيات مهم جدا، ومن الممكن اللجوء إلى صديق مقرب للتحدث إليه، على أن يكون من المتمتعين بالثقة بالنفس.
الاهتمام بالنفس: من الصعب أن يشعر الإنسان بالرضا عن نفسه عندما تكون صحته سيئة، لهذا يجب الحرص على الاهتمام بالصحة والنفس من خلال الحصول على قسط من الراحة أثناء النوم، كما يجب الحرص على تناول أنواع من الغذاء الصحي وممارسة الرياضة، ما يساعد على تقوية وبناء الثقة بالنفس.
دورات تدريبية: يمكن اللجوء إلى الدورات التدريبية في مجال التنمية البشرية، والتي تساعد على تعزيز الثقة بالنفس بشكل جيد، من خلال المدربين المتخصصين في هذا المجال، ويوجد أنواع من اختبار الثقة بالنفس والتمارين الخاصة بذلك في هذه الدورات.
المشاركة الاجتماعية: تعد المشاركة في الأنشطة الاجتماعية مع الآخرين من النقاط المهمة التي تعزز الثقة بالنفس، وخصوصا عند المشاركة مع الأشخاص الإيجابيين، ما يساعد في التخلص من نقاط الضعف التي قد تؤثر على ثقتك.
وغالبًا ما ترتبط الثقة بالنفس وقوة الشخصية ارتباطًا وثيقًا، وتجتمعان في نفس الشخص، علاوة على مفاهيم اخرى كالقيادة والكاريزما. تتميز الشخصية القوية بسمات مثل الحزم والمرونة والقدرة على وضع الأهداف والسعي نحوها بعزيمة وتحقيقها. وغالبًا ما تتطلب هذه الصفات إحساسًا قويًا بالثقة بالنفس لتنمو وتتطور.
نستخلص من هذا أنّ الثقة بالنفس هي صفة حيوية تُمكّن الأفراد من معرفة قدراتهم ومواجهة التحديات بقوة وصبر. ويأتي نقص الثقة بالنفس في العديد من الأشكال، لكن تعلم كيفية بناء الثقة هو مشروع في طور الاستمرار بالنسبة لمعظمنا والخبر الجيد هو أنه يمكن تطوير الثقة بالنفس وتنميتها بمرور الوقت، لتحقيق النمو الشخصي والنجاح على أكثر من صعيد .
الثقة بالنفس وعدم الغرور والتكبر من الأوامر التي أمرنا الله عز وجل بها وأمرنا بها نبيه الكريم،
الناجحون هم فقط من يثقون في قدراتهم على الوصول إلى النجاح.
فكر دوماً ما الذي يسعدك، وابتعد عن أي شيء يقلقك، وكن واثقاً من نفسك، وعندئذ تكون وضعت قدمك على أولى خطوات النجاح.
الكبرياء هو أن يعتز الإنسان بكرامته وعدم قبول الإهانة من أي شخص.
قد يدمر الغرور الشخص، ويصله إلى الهلاك.
لا تتفاخر بمالك أو حسبك أو جمالك، فلست أنت بصانعه.
التكبر ما هو إلا نقص بداخل الشخص.
التطاول لا يرفع جاهل، والتواضع لا شخص عاقل، لكن يرفع التواضع صاحبه، وينزل من تطاول.
الغرور دليل على الذل والإهانة أكثر من أنه دليل على التكبر.
ما تكبر أحد إلا لنقص عنده، وما تطاول إلا لضعف أحس به.
عمل من دون توكل على الله غرور، وتوكل من دون عمل قصور.
الغرور وجه من أوجه الجهل.
يمكن أن يحول الغرور الملائكة إلى شياطين، ويحول التواضع الرجال إلى ملائكة.
الشخص الذي يثق بنفسه يعلم قدره ويحترمها كما يعلم نقاط ضعفه فيقويها، أما المغرور لديه شعور أنه كامل ولا ينقصه شيء.
لا تجعل أحد يهتز ثقتك في نفسك؟
لا شك أن العديد من الناس يعانون من اهتزاز ثقتهم في أنفسهم، مما يجعلهم لا يستطيعون الوصول إلى ما يطمحون إليه، وهذه أبرز الأسباب التي تجعل الثقة بالنفس تهتز:
مقارنة قدرة الذات وحياتها مع الآخرين.
عدم الثقة بالله عز وجل.
عدم مواكبة المعلومات والعصر الحديث والتكنولوجيا، وعدم معرفة ما هو جديد يجعل الشخص غير قادر على التواصل مع من حوله بكل ثقة.
السلبية تجعل الذين حوله ينفرون منه.
عدم الاقتناع بقدرات الشخص الداخلية،
الثقة في النفس وأهمية قوة الشخصية
تُعدّ الشخصية القوية جاذبةً للجميع، فلا يوجد إنسان منا يُحب الشخص الضعيف، فنحن دائمًا نستمد قوتنا من الأقوياء المحيطين بنا، لكن قوة الشخصية غير مرتبطة أبدًا بالظلم أو التسلّط، بل على العكس فالقوة في الشخصية تدفع صاحبها إلى أن يكون عادلًا ولا يخشى في الحق لومة لائم، ويستطيع صاحب الشخصية القوية التكيّف مع مشكلات الحياة وقبولها بطريقة مختلفة للوصول إلى هدفه الرئيسي في الحياة، فلا يسمح للعثرات بإبعاده عنها والاستسلام أمام أبسط المعضلات. ولأن كثيرًا من الناس دائمًا يطمحون إلى تطوير شخصيتهم وتحويلها إلى شخصية قوية ومؤثرة فيجب عليهم الاهتمام بمجموعة من الأساليب التي تساعد على تقوية الشخصية.
ويسعى الناس للحصول على شخصية قوية لكثير من الأسباب أهمها ما يأتي:
خلاصة القول أن الشخصية القوية تُتاح لها الكثير من الفرص في العمل والدراسة، كما أنها تكون مؤهلةً لاستلام المناصب الإدارية والقيادية في أي مكان تُوجد فيه، ولأن قادة الشركات عادةً لا يستطيعون التدخل في كل التفاصيل فهم يحتاجون إلى شخصية غير مترددة وقادرة على إدارة العمل بتفاصيله، ولأن من يمتلك الشخصية القوية قادر على استيعاب المهام المتعددة في الوقت نفسه، فذلك يُمكّنه من النجاح في أكثر من مجال.
الشخصية القوية تُعطيك تفكيرًا مستقلًّا، إذ يحتاج رؤساء العمل بعض الموظفين الذين يتحدّون المصاعب ولا يؤيدونهم في كل القرارات، للاستفادة منهم في تحقيق بعض الأهداف التي تحتاج إلى اتخاذ قرارات.
الشخصية القوية أقل تأثرًا بالعوامل الخارجية والكلام المحيط، فالشخص القوي لا يهتم بانتقادات الناس، لأن قوته نابعه من داخله وليس بحاجة إلى قوة خارجية تدعم ثقته بنفسه، ويكون قادرًا على الثبات رغم التحديات.
كما أنه لا يُشترط في الشخصية القوية أن تكون محاطةً بالمحبين، ولا يمكن أن ننكر أن الناس يُحبّون الالتفاف حول هذه الشخصية لأنهم يستمدون منها القوة والثقة، لكن يمكن أن يكون هذا الالتفاف ليس بداعي الحب أو الاقتداء لكن بقصد الوصول إلى مصلحة معينة، فصاحب الشخصية القوية يكون عادةً مجتهدًا في عمله وقادرًا على القيام بأعمال مختلفة قد تكون صعبةً على غيره، وهذه الصفات تجنب صاحبها التعرض للإهانة أو التجريح، لأن صاحب هذه الشخصية يكون قد وضع الخطوط العريضة لطريقة تعامله مع الناس وتعامل الناس معه، لذلك لا يستطيع أي شخص تجاوزها.
الشخصية القوية محط أنظار الجميع في أي مكان تُوجد فيه .
مصادر المقال :
موقع اسلام أون لاين
موقع حاميني ثقافة
إرسال تعليق