بقلم د. إسراء اسامه الطماوي
ذهبت إلى أحد المحال التجارية الخاصة ببيع الحُلي والزينة للنساء .. أعجبها جدا خاتم أنيق وبسيط على شكل فراشة
لم تترد في أن تبتاعه وعلى الفور ذهبت للبائعة التي لمحت نظرات الشغف التي كانت تتراقص في مقلتيها.
استغلت البائعة الماهرة هذه الفرصة وبدأت تسرد في مواصفات الخاتَم الرقيق كادت أن تصفه أنه صُنَع من الألماس بكل الحب لولا أن الجميع يعلم أنها مجرد حُلي ليس اصليا
لا هو بالذهب ولا هو بالفضه وانما هو من نوع من المعادن كما ذكرت البائعة اللماحه ( أنه من الاستانلس لن يتغير شكله ابدا)
توهج قلب الفتاه الرقيقه بحب هذا الخاتم وخاصة بعد ما سمعت مواصفاته الجميله بالإضافة للشكل الذي جذب قلبها من خلف الضلوع.
وحرصت على شرائه بالسعر الذي حددته البائعة .
ارتدته الفتاه وسرعان ما أصبحت تعتمد عليه بشكل أساسي في تزيين اصبعها كل يوم.
آمنت أنه لن يصدأ ولن يتغير شكله فالبائعة قد أخبرتها بذلك
تعرض معها لحرارة شمس الظهيرة وماء الوضوء ورذاذ العطور فهو الصديق الصدوق الذي تتزين أعينها بالنظر إليه
لا تنتوي على تركه من اصبعها ابدا وظلت تحكي عنه لكل من صادفها بكل حب وتنصحهم بتكرار تجربتها من ذات المتجر
حيث أن خاتمها يتمتع بصفات عظيمة سردتها البائعة.
ولكن مع الوقت اكتشفت أن حديث البائعة لا يتحقق كله
فقد تغير شكل الخاتم زال رونقه وبات يظهر عليه بعض من الصدأ.. اختلف عما كان عليه ولكن كيف
أغشتها البائعة؟ حزنت الفتاه على خاتمها الرقيق الذي شكل على شكل فراشة
ولم تعلم لماذا قالت البائعة كل هذه الأوصاف إن لم تكن هي الحقيقة..حتى أنها إن سردت الوصف الحقيقي
لكان من الأنسب لصاحبة الخاتم الفراشة الحفاظ عليه وعدم تعريضه لكل ما آل به .. او انها تكتفي بالنظر له بحب كلما مرت أمام المحل ولها حرية الاختيار ألا تشتريه.
لم تنتهي قصتنا هنا
فالقصة بدأت حين تأكدت صاحبة الخاتم الفراشة
أن الثقة تُبنى.. لا تُمنح
ألا تصدق البشر من أحرف تترقرق على الأفواه
لكي لا تعرضهم لأفعال نابعة من ظنها أنهم لن يخذلوها فيها
كم من أناسٍ مثل البائعة الماهرة
متى ما لمحوا بريق الشغف في عينيك
أوهموك بالكلام المعسول
لا تصدق حتى ترى عيناك ما الأذان تسمعُ
ولا تمنح الثقة بل انتظر الأفعال تبنيها...
فكلنا نسعد جدا حين نجد خاتم.. على شكل فراشة 🦋
شكرا لمواصلة القراءة
د. إسراء اسامه الطماوي
إرسال تعليق