U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

الكاتبة هبة الله يوسف محمود تكتب عن الإمتنان يغنيك عن الشعور بالحرمان


 

هبة الله يوسف محمود سند

الكاتبة والفنانة تشكيلية

والمستشار الاعلامي لجريدة الهرم المصري نيوز

صدقًا ثمة شيء في كل شيء حتى وإن كان سيئًا حتمًا سيجلب السعادة إلى نفسك ، فقط تحتاج إلى مواصلة البحث عنه .

فالسر هنا يكمن في الإمتنان 

فالإمتنان بما لديك يغنيك عن ما فقدت .

فقد قرأت في إحدى الكتب عن لعبة سعدت كثيرًا عندما علمت فكرتها وأساسيات القيام بها ،

فقد نصت هذه اللعبه على البحث في جميع أحداث يومك أو في أي مشكلة تمر بها عن الجانب المشرق فيها أو الفائدة العائدة عليك أو المرجوا منها ، فالله دائمًا له حكمه في كل ما تلقاه حتى لو كان لمجرد تحذيرك من شيء أو تصرف أو شخص ما ، فأنا صدقًا ألعب هذه اللعبه بالفطرة منذ سنين عجزت عن حسابها لطولها حتى وإن كانت لا تتعدى بضع سنين ، فحساب الأيام والسنين عندي ليس حساب رقمي بالمعنى المعهود ، إنما يزيد أو ينقص بمدى الألم والمعاناة التي أمر بها ، فالأيام التي تمر عليك في سعادة وفرح تمر عليك كالطيف الضبابي في لحظات حتى وإن كانت سنين ودهور طوال .

فقد سألت نفسي كثيرًا لماذا لا تقاس أعمارنا بلحظات السعادة التي نمر بها ، هل لقلتها ؟

أم لضئل حجمها داخل المشاكل والمواقف الحياتيه والروتينية اليومية المملة التي نمر بها دون كلل أو توقف ، فكما ذكرت من قبل في إحدي كتاباتي  الألم نعمة وليس نقمة ، وحقيقةً وعن تجربة إن كل مشكلة تنتهي في حياتنا هي بمثابة جواز عبور لمشكلة أخرى تليها وتليها ، فهذه سنة من سنن الحياة ليس عليها جدال ، لكننا يجب علينا النظر إليها من رؤية وزاوية أخرى وهنا قد وجدت ما أنشد إليه في رواية قرأتها تدعى ( بوليانا ) للكاتبة إليانور بورتر  في سياق درامي ممتع من رؤية طفلة صغيرة بعقلها الطفولي البريء وقد قامت بتعليم أناس كبار رشد كيفية الإمتنان لما لديهم من نعمات وشعورهم بالسعادة لإمتلاك هذه النعمات حتى وهم في عز تفاقم ألمهم ومشاكلهم .

 فمن وجهة نظري ومما ممرت به فقد وجدت أنشودتي لما مررت به ولما عهدت أن ألقاه .

فدائمًا وأبدًا هناك سبب وغايه لما مررت به،  يجب أن تبحث عن هذا السبب لتتعلم الحكمه والدرس منه، وتمر في مشوار حياتك من مرحلة لمرحله بعقل أوعى وأنضج ، لتواجه المراحل الاخري بسعة صدر ورؤية أعمق. 

فكل بني آدم خطاء

إما في رؤيتهم وإما في قراراتهم وإما في إختياراتهم، وهدر ثقتهم مع من لا يستحق ، فلا يعيبنا أن نخطىء فلسنا أنبياء .

ومع أن الله سبحانه وتعالى برحمته وعدنا ووعده حق ليس مجال نقاش أن كل الذنوب مغفوره عنده إلا ظلم العباد فهو مرهون بعفوهم .

فقد أستغرب من البعض..  فهناك من يخاف من الناس ولا يخاف من الله عز وجل ويحسب حساب فلان أكثر من الخوف والخشية من الله، هل لأن الناس نراهم وترانا والله لا نراه أو لأن الناس تفضح والله جل جلاله ستار؟!

عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من ستر عورة أخيه ستر الله عورته يوم القيامة، ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته)].

فهل هناك أشد وعد ووعيد من كلام الله ورسوله.


تخيل أن يشتكيك أحدهم جراء ظلمك عليه إلى رئيسك في العمل أو يشتكيك إلى كبير قومك أو يشتكيك إلى السلطات القضائية، قد تخاف صحيح؟ ولكن ماذا لو اشتكاك إلى الله عز وجل ورفع كفيه وابتهل في الدعاء عليك يرتجيه أن يقتص له حقه منك أياً كان الظلم صغيراً أو كبيراً فهو بالأخير ظلم، أو إفتراء، أو هتك ستر أحدا من عباده  ، او أكل حقه وماله

تخيل أن تلقب عند الله بـ«الظالم»، فالقضية عندما تكون بين يدي الله تكون أعظم وأعظم، لأن الله إذا أخذ حقك أنصفك واستراحت نفسك من الحكم الإلهي الذي لا يظلم ولا يخطئ في حكمه لأحد.


وكما أمرنا رسولنا الكريم. بإجتناب الموبقات 

والسبع الموبقات هي أعظمهم، ولذلك وصفت بالموبقات أي المهلكات، وإلا فهي من جملة الكبائر، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا، يا رسول الله؛ وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات.

فهل هناك أعظم من هذا. القانون الالهي تثق به ليريح قلبك وترضي وتنعم بما تمتلك وتستمتع به وتحمده عليه.


فها أنا ذا وجدت نفسي أبحث من نفسي ودون إرادة مني عن حكمة ربي لكل مصاب ألقاه . 

وأنتظر بصبر ورضى رحمته في الوقوف بجانبي وعلي عدله في رد الظلم عني وعلي قصاصه في الاخذ بثأري ممن ظلمني.

ومازال ربي  يرضيني

 ويبدع  ليُريح قلبي ، ويكرمني بعطائه وسخائه. 

ولازلت راضيه حامدة شاكرة لله و أسعد بما أمتلكه ومازلت أمتلكه وأستمتع به .

فالإمتنان والعرفان بما تمتلكه يغنيك دائمًا وأبدًا عن النظر لما فقدته ، وعن رؤية من حولك إليك ،  فاحمدوا الله على ما تمتلكون ليغنيكم ويريح قلبكم عن ألم ما تفقدون .


هہمہسہآتہ حہآئرة

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة