U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

وداعاً يحيى السنوار.. رمز المقاومة وأيقونة الصمود - جريدة الهرم المصرى نيوز


 



بقلم منى عيد


اليوم، تودع الأمة العربية أحد أبرز رموزها النضالية وقادة المقاومة، يحيى السنوار. بقلوب يملؤها الحزن والاعتزاز، نحتفي بمسيرة قائد أفنى حياته في الدفاع عن الحق، ليس فقط في فلسطين، بل عن كرامة الأمة العربية بأسرها. كان السنوار مثالاً للمقاوم الذي لم يعرف الانكسار، مقاتلاً جسوراً وقف في وجه الظلم، ومدافعاً عن قضية عادلة تمثل حلم الملايين من العرب الذين ينشدون الحرية والكرامة.


منذ صغره، أدرك يحيى السنوار أن النضال ليس خياراً بل واجباً، وأن الحقوق لا تُستعاد إلا بالتضحيات. لقد حمل على عاتقه مسؤولية الدفاع عن قضيته بقلب مؤمن وإرادة فولاذية. ورغم اعتقاله من قبل الاحتلال الإسرائيلي في عام 1988 والحكم عليه بالسجن مدى الحياة، لم تهتز عزيمته. بدلاً من الانكسار، خرج من السجن بعد سنوات من الأسر أكثر قوة، عازماً على مواصلة درب الكفاح.


قاد السنوار حركة المقاومة في غزة بعد الإفراج عنه في صفقة وفاء الأحرار عام 2011، وكانت قيادته تتجاوز الحدود الجغرافية لفلسطين، حيث ألهم بروحه النضالية كافة شعوب الأمة العربية. لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان تجسيداً للأمل والصمود، وقد نجح في بناء نموذج للمقاومة يجمع بين القوة والحكمة في أحلك الأوقات.


كان السنوار يؤمن أن كفاحه ليس حكراً على فلسطين فقط، بل هو معركة الأمة العربية ضد الاحتلال والظلم. لم ينحصر نضاله في ساحة المعركة فحسب، بل سعى لتوحيد الصفوف ورصّها أمام تحديات متزايدة. لقد كان رجل المرحلة، يعرف كيف يحافظ على الوحدة في أصعب الظروف، وكيف يحافظ على قوة المقاومة مهما اشتدت الأزمات.


اليوم، ورغم غياب يحيى السنوار الجسدي، سيظل إرثه نيراً في ضمير الأمة العربية. سيظل رمزاً لكل من يؤمن أن الكرامة لا تتحقق إلا بالتضحية، وأن الحرية لا تُوهب بل تُنتزع. كان السنوار قريباً من قلوب الناس، يشاركهم معاناتهم، ويعمل بلا كلل من أجل تخفيف آلامهم. كانت كلماته دائماً تعبر عن إرادة لا تنكسر، وعن رؤية تمتد لتشمل كافة الشعوب العربية التي تنشد التحرر.


وداعاً يحيى السنوار، فارس الأمة ورمز الصمود. اليوم تفقد الأمة العربية قائداً عظيماً، لكن ذكراك ستظل خالدة في وجداننا، تلهمنا أن نواصل النضال من أجل مستقبل أفضل، مستقبل يليق بتضحيات الشهداء وعظمة الكفاح.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة