لطيفة مؤمن محمود
تكتب عن /للزواج معايير أخري
وسوف اخبركم لماذا بين السطور التالية
دائما ما كنت أتعجب من منظومة الزواج تحديداً ويرودني حولها بعض الأسئلة منها كيف تدار تلك المنازل مع كل تلك الصعوبات التي أصبحت تحاوطنا من كل جانب سواء أن كانت تلك الضغوط اقتصادية او اجتماعية أو غيرهما
كيف لشاب في مقتبل عمره يعمل في إحدى المنظمات الحكومية لا يتعدى راتبه الأربع آلاف وتراه ينفق على بيت وزوجه وربما أبناء أيضاً من مسكن وملبس وغيرها من الاحتياجات الأساسية والازمه لحياه كريمه
وكيف لأب متقاعد لا يتعدى راتبه الثلاث آلاف يدير بيت وعائلة
كنت أنظر لأمي دوما نظرة السوبر ومان وانهي حقا سيدة عظيمه مهما زاد راتب والدي أو قل دخله قادرة علي إدراة الأمر بكل مهاره واحترافية حتي أنها لم تجعلنا نشعر يوما باي نقص في احتياجاتنا رغم أنه وبحسابات المنطق كنت اري الأمر مستحيلاً وعندما سألتها كيف تفعليها يا امي؟ كيف يأتي الشهر ويمضي كل مره دون حاجتك لاي مبلغ إضافي كيف لكي أن تكوني بتلك الدقه رغم أن راتب ابي كان اربع أضعاف راتبه حاليا وكان بالكاد يستمر لاخر الشهر ورغم أن الأمر لم يختلف كثيرا كل الأساسيات متاحه وبعض الرفاهيات أيضا كيف تفعلين ذلك وكان راتب ابي لم ينقص منه شئ
تنهدت أمي وابتسمت- أنار الله وجهها وادام ابتسامتهاـ
وقالت :- في بساطه وحكمة كبيره لست انا يا حبيبتي أنه الله لم ينقص راتب والدك لأن بركة من الله تضاف إليه
كانت امي الله يجزيها الجنه يا رب تمتلك من الحكمه ما يجعلها تحول اي نقاش بسيط لعبره ودرس ليحيا معانا طيلت حياتنا من بعد من وقتها وأدركت أن حسابات المنطق والورقه لا تنطبق علي تلك المنظومة المباركة فكما قالت امي أنها أمور ربانيه فهو رحيم كريم ونحن جميعا نحيا بستره والبركه لم تكن في الرزق والنواحي الاقتصادية فقط فبعد زواجي وجدت البركه والعناية الالهيه تمتد إلى أعمق من ذلك فبعد كل خلاف ظننت أنه لن اعود كما كنت لا أنا ولا شعوري وربما ولا حتي الحياه بينا
وبعد مرور عدة أيام أو شهور يصبح الأمر مختلف وكان الجروح تطيبها العشره
مع كل خلاف كنت اظن أنها النهايه واكتشف أنها ربما تكون بداية جديدة
وبدون اي مجهود مقصود أجد أن الأمر أصبح على ما يرام لا اقصد بذلك أن الخلافات وخاصة المؤذية منها تمحي تماما اطلاقا أن الجروح وان شفيت تبقي الندوب ولكن اقصد أن خلاف مماثل مع شخص آخر كان كفيل أن يكون نهايه حتميه لتلك العلاقه سواء كانت تلك العلاقه صداقه او معرفه أو حتي قرابه
ولكن بين الازواج تجد الرحمات تتنزل فتهدا قلوبهم وتستكين جروحهم وكان الله يصلح بنفسه ما فسد بينهم ولذلك أصبح الطلاق أبغض الحلال عند الله ما أريد قوله إن الزواج مختلف عن أي علاقه اجتماعية أخري فالزوج والزوجه اقرب شخصين لبعضهم البعض فهي سترك وهو امانك
تحدث الخلافات كثيرا ولكن لنتحلي بالصبر في قراراتنا في أوقات الغضب وليحاول كلا منا اصلاح ذاته وعيوبه لاستكمال تلك المسيره المباركه من الله
لايهم إثبات من منا كان علي صواب ومن المذنب ليست حرب يا رفاق الأفضل أن يواجه كل طرف نفسه بعيوبه وتقصيره ويحاول أن يصلح تلك العيوب وذلك لن ينقص من قدرنا شئ دعوكم من التوجهات النسويه التي تبني علي العند والمدينه
ولنترك أيضا التعصب لصفات الراجل الشرقي القديم المتعصب لرأيه الحاد في طبعه وجاف في مشاعره
ليقطع كلا منا بعض الطريق ليصل للطرف الآخر ولنجد معا نقطه تواصل وتفاهم تجمعنا
ناقش تكلم عبر عما بداخلك قبل فوات الاوان الاهتمام يطلب لا اهانه في ذلك ربما طريقه تعبير كلا منا عن حبه مختلفه وما يسعدك ليس بالضرورة يسعد غيرك ابذلوا قصاري جهدكم حتي إذا وقفتم أمام الله كنتم ابرياء من نقض هذا الميثاق الغليظ
فالعهد الذي قطع يوم عقد القران
سوف تسألون عنه أمام الله وخاصة الرجال فقد عاهدت الله والحاضرين علي أن تصونها وترعاها فهي تركت حضن ابيها لتعيش في كنفك وجوارك وبين أحضانك
اخذتها من بين أهلها فكن لها بعد الأهل اهل ولا تكون مصدر الم وجرح وخذلان حتي لا تكون كما وصفك الرسول صلى الله عليه وسلم لئيم
فقد قال ما اكرمهن الا الكريم وما اهنهن الا الئيم
في النهايه نصيحتي لكم
١- ايها المقبلين على الزواج لا تخافوا الإنفاق اسعوا الي حلال الله ولتشملكم منه سعه في الرزق ورضوان
٢- ايها الازواج تغاضوا تحابوا كونوا رحماء علي انفسكم وعلي بعضكم البعض فالحياه قاسيه بما يكفي
وفي النهاية ادعو لوالدي ووالدتي بدوام الصحة والعافية
وادعوا لجميع الازواج بالهداية وان يالف الله بين قلوبهم
إرسال تعليق