بقلم احمد قطب زايد
نعيش في زمن أصبح فيه غض البصر عبادة عظيمة إن لم تكن ابتلاء عظيما عبادة من أشدها امتحانا للقلب واختبارا، فإن البصر كلما اعتاد النظر للمحرمات؛ طمست عنه أنوار الهداية، فالمحرمات والمشاهد المخلة منتشرة في كل مكان وأصبح المرء يستطيع الحصول عليها، ولم يبتل العباد في هذا الزمن بشيء كابتلائهم بالنظر إلى المحرمات .
عزيزي القاري.. هذا الدين العظيم جعل حدودا للإنسان، وليس من حق الإنسان أن يقتحم هذه الحدود التي جعلها الله- عز وجل- حماية له ولغيره، فبصر الإنسان خلقه الله- عز وجل- لينظر به إلى ما ينفعه، وحرم عليه النظر به إلى ما يضره، فليحذر الإنسان وليغض بصره واعلم أن إطلاق البصر سبب لأعظم الفتن فكمْ فسد بسبب النظر من عابد؟، وكمْ انتكس بسببه من شباب وفتيات كانوا طائعين؟، وكمْ وقع بسببه أناس في الزنا والفاحشة والعياذ بالله؟ والنظرة سهم مسموم تفعل في القلب ما يفعل السهم في الرمية؛ فإن لم تقتله جرحته، وهي بمنزلة الشرارة من النار ترمى في الحشيش اليابس؛ فإن لم يحرقه كله أحرقت بعضه كما قيل :
كل الحوادث مبدأها من النظر ** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها ** فتك السهام بلا قوس ولا وتر
والمرء ما دام ذا عين يقلبها * في أعين الغيد موقوف على الخطر
أن غض البصر ليس مختصًّا بالرجال، بل الأمر موجّه كذلك للنساء، حيث أمر الله سبحانه وتعالى المؤمنات بغض أبصارهن وحفظ فروجهن قال الله تعالى" قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ" ("30"النور) . اللهم احفظ علينا جوارحنا وأعنا على استخدامها فيما يرضيك عنا يا رب العالمين اللهم غض بصرنا واشغلنا بطاعتك عن معصيتك اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.
إرسال تعليق