U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

الأعلامية نرجس عبدالله تكتب نَحْنُ لَسَنَ سِلْعَ تِبَاعُ الزَّوَاحِ رَحِمَهُ وَمُوَدِّهُ - جريدة الهرم المصرى نيوز


 



 بِقَلَمِ الاعْلامِيَّةِ / نَرْجسُ عَبْدَ اللَّهِ


 قَدَّا أَعْتَبِرَ المغالاة فِي الصَّدَاقِ وَسِيلَةٌ للإسراف وَإِرْهَاقِ كَاهِلِ الزَّوْجِ مَادِّيًا وَلِلتَّبَاهِي غَيْرَ المَنْطِقِيِّ وَلَا المَقْبُولِ .

وَهُوَ أَمْرٌ لَاَ أَسْتَسِيغُهُ أَبَدًا . 

فالزواج أَحَدُ أَرْكَانِ بِنَاءِ المُجْتَمَعَاتِ. وَهُوَ ارْتِبَاطُ حَيَوَى وَثِيقٍ يَحْفَظُ اللَّهُ بِهِ النَّسْلَ البَشَرِيَّ وَبهِ تَكُونُ الأُسْرَةُ نَوَاةَ المُجْتَمَعِ وَلِبِنْتِهِ الِاوْلَى.

 فَكَيْفَ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُغَالِيَ فِي صَدَاقِهَا فِي ظِلِّ هَذِهِ الرِّهَانَاتِ وَالأَزَمَاتِ الأَحْتِمَاعِيَّةِ ؟

لَّا احْدَ يُنْكِرُ أَنَّ الصَّدَاقَ حَقٌّ مِنْ بَيْنِ الحُقُوقِ الَّتِي شَرَعَهَا الإِسْلَامُ لِلْمَرْأَةِ وَعَلَى الرَّجُلِ أَنْ يَلْتَزِمَ بِهَا بِاعْتِبَارِهَا رُكْنًا اسَاسِيَا فِي الزَّوَاجِ، لَكِنْ بِدُونِ كَسْرِ ظهْرٍ الرجل.

كَمَا يحول قُدْسِيَّةَ الزَّوَاجِ إِلَى مَجَالٍ أَسَاسِهِ مَادِيٌّ وَهُوَ بَعِيدٌ جِدًّا عَنْ مَقَاصِدِ الزَّوَاجِ الحَقِيقِيَّةِ الَّتِي تَرْتَكِزُ عَلَى الجَانِبِ الرُّوحِيِّ.

 فَيَتَحَوَّلُ الزَّوَاحُ وَفْقًا لِهَذَا الِاعْتِبَارِ إِلَى طُقُوسٍ وَتَقَالِيدَ بَالِيَةٍ تَصِلِّ تَكَالِيفَهَا إِلَى مَبَالِغَ خَيَالِيَّةٍ لأن بَعْضَ أَوْلِيَاءِ الأُمُورِ يَجْعَلُونَ مِنْ بَنَاتِهِمْ سِلْعَةً خَاضِعَةً لِمَنْطِقِ العِرْضِ وَالطَّلَبِ .

فَمَا يَضْمَنُ إِسْتِمْرَارِيَّةً الزَّوَاجِ لَا يَتَعَلَّقُ بِحَجْمِ المَصَارِيفِ وَكُتَْرةِ التَّبَاهِي غَيْرِ المَقْبُولِ،بَلْ يَرْتَبِطُ بِمَدَى تَقْدِيرِ الغَايَةِ وَالقِيمَةِ وَالحَقِيقِيَّةِ لِلزَّوَاجِ وَالمَبَادِئِ الَّتِي تَرْتَكِزُ عَلَى المَحَبَّةِ والاخلاص وَالوَفَاءِ وَتَقْدِيرِ المَسْؤُولِيَّةِ كما يُجْدَرُ بِالنِّسَاءِ أَلَّا يَضَعْنَ أَنْفُسَهُنَّ عُرْضَةً لِهَذِهِ المَهْزَلَةِ فَالمَنْطِقُ يُشِيرُ إِلَى أَنَّ المَادِّيَّاتِ ليست هي الاساس ومن يتقدم بالصداق لزوجته عليه أن يتقدم بما وسعت الحال

وَقَدْ يَصِلُ اَلْأَمْرُ إِلَى مُجَرَّدِ تَقْدِيمِ خَاتَمِ كَصَدَاقٍ لِلزَّوْجَةِ وَإِنَّ تَعْدَرْ عَلَيْهِ اَلْخَاتَمْ فَآيَاتِ مُبَارَكَاتٌ مِنْ اَلْكِتَابِ اَلْكَرِيمِ يُحْفَظهَا وَيَتَقَدَّم بِهَا خَاطِبًا فَأَيَّ يَسُرّ أَكْبَرَ مِنْ هَذَا حِينَ أَخْضَعَتْ اَلشَّرِيعَةُ اَلرَّجُلَ لِدَفْعِ اَلصَّدَاقِ لَمْ تُوجِبْ اَلتَّكْلِيفَ وَإِنَّمَا اَلنِّيَّةُ اَلصَّادِقَةُ وَحِينَ أَوْجَبَتْ مَسْؤُولِيَّةَ اَلزَّوْجِ فِي تَوْفِيرِ مُسْتَلْزَمَاتِ اَلْحَيَاةِ لَمْ تُوجِبْ قَصْرًا أَوْ سَيَّارَةٍ أَوْ فُرْشَةٍ مِنْ حَرِيرٍ وَغُرَفًا لِلطَّعَامِ وَالنَّوْمِ وَالْجُلُوسِ وَلَمْ تَفْرِضْ قَائِمَةٌ مِنْ اَلْكَمَالِيَّاتِ اَلَّتِي لَا أَوَّلَ لَهَا وَلَا آخِر.

 إِذْ طَغَتْ اَلْمَادِّيَّاتُ وَأَصْبَحَتْ اَلْأَسَاسُ فِي كُلِّ شَيْءِ حَتَّى فِي اَلِارْتِبَاطِ فَمَاذَا كَانَتْ اَلنَّتِيجَةُ غَيْرُ تَبْخِيسْ مُؤَسَّسَةَ اَلزَّوَاجِ وَتَنَامِي اَلْأَطْمَاعِ وَالْقَضَاءِ عَلَى اَلْمَبَادِئِ وَالْقِيَمِ رَغْمَ أَنَّهَا هِيَ اَلْأَسَاسَُ.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة