U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

الحرب على الأبواب- جريدة الهرم المصرى نيوز


 


بقلم : عبدالرحيم حشمت عسيري .

بعد هروب الرئيس المجرم إلى روسيا وانهيار الجيش السوري خلال أيام معدودة واستيلاء الجماعات المسلحة على السلطة بمباركة الأغلبية الساحقة وتدمير أسلحة الجيش السوري على يد العدو الصهيوني دون مقاومة .. سقطت الدولة وأصبحت الصورة مرعبة والمشاهد مخيفة بعدما انتشرت جرائم السلب والنهب وعمت الفوضى وكثرت أعمال الخطف والتصفية وأصبح القتل على الهوية هو السمة الغالبة وتحولت سوريا إلى ملعب مفتوح وأصبح اللعب فيه على المكشوف بعدما ظهر الدور الحقيقي للقوى الاقليمية والدولية (أمريكا وإسرائيل وإيران وتركيا) المعادية لكل ما هو عربي وإسلامي في صناعة وتمويل وتسليح هذه الجماعات وتدريبها على إسقاط سوريا ثم تأييد وصولها للسلطة لتمهيد الطريق أمام هذه القوى كي تتقاسم السيطرة والثروة والنفوذ والهيمنة على ربوع الأمة وتنفذ مخططاتها الاستعمارية القديمة المتجددة الرامية إلى تقسيم الدول العربية إلى دويلات دينية وعرقية وطائفية متناحرة من أجل سرقة ثرواتها والهيمنة على مقدراتها .

وفي السياق ذاته استبشر كثير من الناس خيرا عندما اندلعت النيران في أرجاء امريكا وحولت مدن وأحياء بأكملها إلى أكوام من الرماد لعلها تتعظ وتعود إلى رشدها وتتوقف تماما عن زرع الفتن والكيل بمكيالين واشعال الحروب في المنطقة .. لكن كيف لدولة يقوم اقتصادها على تجارة الأسلحة أن تصبح دولة عادلة بين عشية وضحاها ؟ .. أغلب الظن أنها ستظل على صلفها وغرورها وظلمها وجبروتها ودعمها للجماعات الإرهابية وانحيازها الكامل للعصابة الصهيونية .

لكن الأهم مما سبق بالنسبة للقوى المعادية وخصوصا أمريكا هو تخليص الولاية رقم 52 من الجيوش العربية دون حرب مكلفة ومنحها فرصة ذهبية كي تحقق حلمها القديم في وطن كبير يمتد من الفرات إلى النيل فتصبح دولة اقليمية عظمى ومن حولها دويلات عربية ضعيفة مشتتة لا حول لها ولا قوة لا تتمنى شيئا في الدنيا سوى رضا اسرائيل الكبرى .. الغريب العجيب أن تلك القوى المعادية وعلى رأسها أمريكا كانت تصنف الجماعات المسلحة التي أوصلتها للسلطة في سوريا ضمن الجماعات الإرهابية أما قادة هذه الجماعات فكانوا في نظرها عبارة عن ثلة من المجرمين المدرجين على قوائم الإرهاب الملاحقين دوليا ولا أدري كيف أصبحوا رجال دولة في يوم وليلة ؟ !! .. أظن أن هناك صفقة تمت بين الطرفين على اقتسام السلطة والثروة والهيمنة على طريقة سيب وأنا اسيب تمهيدا لاستكمال مخطط استهداف الأمة .

ذلك لأن كل الأحداث الجارية من حولنا تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن استهداف الأمة العربية وعلى رأسها مصر من قبل القوى المعادية على مر العصور السابقة لم يكن وليد الصدفة بل كان مؤامرة محكمة وسياسة استعمارية مدروسة لكن استهداف مصر في هذه المرحلة يبدو أكثر شراسة من زي قبل وليس أدل على ذلك من النيران المشتعلة على حدودنا الأربعة نتيجة لسقوط ليبيا وتقسيم السودان والعدوان على غزة وتدمير لبنان وسقوط سوريا وفي البدء كان سقوط العراق الذي أعطته أمريكا الضوء الأخضر لغزو الكويت ثم دمرته لاحقا واحتلت أرضه وحلت جيشه واخرجته من سياق التاريخ بتهمة امتلاك أسلحة كيماوية محظورة ثم ثبت فيما بعد أن العراق بريء من هذه التهمة كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب .. لكن إذا كان العراق وسوريا والسودان وليبيا قد سقطوا فإن مصر باقية حرة قوية مستقرة ذات سيادة وستثأر للجميع .

كل الشواهد توحي بأن الحرب على الأبواب ولذلك يلاحظ المهموم بالشأن العام أن مصر (شعبا وجيشا وقيادة) على أعلى درجات الجاهزية والاستعداد على كافة المستويات .. غير أن مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي تواجه المخاطر بشجاعة وتدير المعارك بخبرة وعقل وحكمة وتراقب المشهد بحذر ويقظة وتلعب بذكاء شديد وسط هذا التشابك الخطير بين المصالح العليا للدولة والصراعات الاقليمية والدولية المعقدة التي تتطلب توازن كبير وحسابات دقيقة .. كي لا يستدرجنا الأعداء أو يفرضوا علينا وقت أو مكان المعركة .. مع حرصنا الدائم على تجنب الحرب وخير دليل على ذلك تحملنا للاستفزازات الاسرائيلية المتكررة وجهودنا التفاوضية المستمرة منذ بداية العدوان على غزة حتى اسفرت منذ عدة أيام عن وقف اطلاق النار والانسحاب الكامل من القطاع والسماح بدخول المساعدات دون قيد او شرط .

وبالمناسبة من قال أن تعداد الجيش المصري في وقتنا الحالي 468.500 جندي معتمدا على أرقام الإحصاء الرسمي المعلنة فقد جانبه الصواب قولا واحدا .. وعليه إذا أردنا أن نعرف التعداد الفعلي للجيش المصري إذن علينا أن ننحي جانبا الأرقام الرسمية المنشورة وأن نستعيض عنها بما حوته صفحات التاريخ منذ عصر الفراعنة حتى أيامنا الحالية حينئذ سنعلم على وجه اليقين أن تعداد القوات المسلحة 120 مليون مصري دون أدنى مبالغة .. باستثناء قلة قليلة خائنة مرصودة بدقة ومتابعة بعناية شديدة من قبل الأجهزة الأمنية المختصة وجاري الآن العمل على اجتثاثها من جذورها دون رحمة .. خصوصا بعدما دعت هذه القلة الخائنة للتظاهر يوم 25 يناير الجاري .. غير أن تفريق عناصرها لن يستدعي تدخل قوات الأمن المختصة بل سيقوم أولاد البلد المارين في الشوارع بالصدفة يوم 25 / يناير بتفريقهم وإعادتهم إلى جحورهم مرة أخرى ضربا بالأحذية .. وهذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يواجه فيها أولاد البلد هؤلاء الخونة .

واتصالا بما سبق أقول إذا كانت المناهج التعليمية والدورات التدريبية التي يتلقاها الجندي في الكلية الحربية تغرس في وجدانه قيم الولاء وتعلمه مبادئ الانتماء للدولة ومؤسساتها الوطنية حتى تصبح هذه القيم وتلك المبادئ ركنا أساسيا في عقيدته القتالية ومكونا مهما في شخصيته العسكرية فإن ذات القيم ونفس المبادئ تجدها حاضرة بقوة في مكونات الشخصية المصرية العادية وذلك بالفطرة وبحكم الخبرات المتراكمة وأخبار البطولات المتواترة .

وإذا كانت العقيدة القتالية التي تحكم أداء الجيش المصري والتي يؤمن بها كل جندي من القائد الأعلى للقوات المسلحة حتى أدنى رتبة هي القتال دون هوادة دفاعا عن الأرض والشعب والهوية تحت شعار (لا أترك سلاحي حتى أذوق الموت) وإذا كان الرئيس عبدالفتاح السيسي الرجل السابق لعصره وأوانه قام بعينه المخابراتية ورؤيته الاستراتيجية بتسليح القوات المسلحة بأحدث أنواع الأسلحة وأفضل التكنولوجيا المتطورة منذ وصوله للسلطة تحسبا لهذه الأيام السودة .. فإن لسان حال أبناء هذا الشعب العظيم هو الفتك بالمعتدي بالأسلحة المرخصة وغير المرخصة –وما أكثرها خصوصا في الصعيد– إذا لامست أقدامه تراب أرض المحروسة .

لذلك يتوجب علينا تسليط الضوء على المقاومة الشعبية فنقول إذا كانت القوى المعادية تراهن على انقسام الشعب المصري على نفسه فهي واهمة أولا لأننا نرمي وراء ظهورنا غلاء المعيشة إذا تعرضت بلادنا لمحنة وثانيا لأننا شعب لا يتوحد إلا وقت الشدة ومن هنا كانت المقاومة الشعبية لأي عدوان خارجي ابداع مصري خالص منذ عصر الفراعنة .. فالمواطن المصري عبر التاريخ كما علم البشرية جمعاء معنى الحياة علمها أيضا معنى الفداء والتضحية بكل غالي ونفيس دفاعا عن الوطن .. وبناء عليه نستطيع القول لكل من تسول له نفسه أن يعتدي على مصر نحن خير جنود الأرض لا نهاب الموت عندما تحين الساعة وشعارنا الوحيد إما النصر أو الشهادة وليس لدينا بدائل أخرى .

قد يقول قائل لولا أهمية موقعنا الجغرافي وثقلنا الحضاري وعمقنا التاريخي وتسليحنا العسكري وتأثيرنا السياسي على المستوى الإقليمي والدولي وتطورنا العمراني وطموحنا الصناعي والزراعي ومستقبلنا الاقتصادي وتصميمنا على تحقيق الاكتفاء الذاتي وإجمالا لولا نهوضنا ببلادنا في عصر الرئيس عبدالفتاح السيسي لما تكالب علينا الأعداء بهذه البجاحة وبتلك الخسة .. وكأنه كان مطلوبا من مصر أن تبقى على ما هي عليه فقيرة ضعيفة متخلفة حتى تتمكن هذه القوى من الانقضاض عليها بسهولة وتدمير مقدراتها وتصفية علماءها ونهب ثرواتها وطمس هويتها وإذلال شعبها .

لكن في الحقيقة والواقع المؤامرة علينا قائمة سواء نهضنا ببلادنا أو لم ننهض حيث أن المؤامرة أحيكت ضد مصر (الجائزة الكبرى) منذ فترة طويلة وعقدت القوى المعادية العزم وبيتت النية على استهدافها عندما تحين الفرصة وجاءتها الفرصة التي لم تكن تتوقعها فما أن اندلعت ثورات الربيع العربي وخصوصا في مصر حتى قدمت الدعم اللازم والتأييد الكامل للجماعات الضالة المتعطشة للسلطة وما أن تولت تلك الجماعات المضللة مقاليد السلطة حتى زرعت الكراهية وأثارت الفتنة ومارست العنف والاقصاء والتفرقة حينئذن اكتشف الشعب المصري العظيم الذي ثار ضد الفساد والاستبداد أنه خرج من الظلم للظلمات !! .. فكانت ثورة 30 / 6 الشعبية الخالدة التي أعادت الخونة إلى جحورهم مرة أخرى وأفشلت مخططات القوى المعادية وأعادت الأمور إلى نصابها .

ولا أدري كيف تخطط هذه القوى للعدوان على مصر دون أن تقلب صفحات التاريخ وتسبر أغواره وتتدبر أحداثه ؟ .. فمن أراد أن ينال من مصر عليه أن يقرأ التاريخ أولا وأن يعيد حساباته جيدا قبل أن تضيع جهوده سدى ويعود خاسرا هذا ان عاد أصلا وحينئذ سيعلم أن مصر دولة عجيبة وغريبة وفريدة ليس كمثلها دولة أخرى ، وسيعلم أن لمصر هيبة وعظمة ورهبة غير قابلة للمقارنة .. فقد علمنا التاريخ قديمه وحديثه أن العدوان على مصر من أية قوى معادية مهما كانت قوتها ومهما بلغت شرورها سيبوء بالفشل الذريع إن عاجلا أو آجلا .. وبناء عليه نقول لهذه القوى المعادية (امريكا واسرائيل وايران وتركيا) أأنتم أكثر عزما وقوة أم الهكسوس ؟ .. أأنتم أكثر عنفا وشراسة أم التتار ؟ .. أسالوا التاريخ أين الهكسوس الآن وماذا كان مصير التتار .

أما الهكسوس فقد سحقهم الجيش المصري بقيادة احمس ودفن من تبقى منهم على قيد الحياة في مقابر جماعية في صحراء سيناء وأنهى وجودهم بالمرة ولم يعد لهم اسما ولا مسمى .. وأما التتار بقيادة هولاكو الذين أبادوا جيوشا وقيادات وأفنوا أمما ولغات وأسقطوا عروشا ومملكات ودمروا حصونا ومدنا وحضارات ولم يتركوا إنسانا ولا حيوانا إلا قتلوه ولم يتركوا شجرا ولا حجرا إلا اقتلعوه واحتلوا العراق ودمروا بغداد وقتلوا مليوني مسلم على رأسهم الخليفة العباسي المستعصم بالله .. ولم يتصد لهم ويوقف زحفهم ويهزمهم شر هزيمة في ملحمة عين جالوت الخالدة ويعيدهم إلى حيث أتوا خاسرين ليس دفاعا عن العرب والمسلمين فحسب بل دفاعا عن العالم بأسره سوى الجيش المصري العظيم بقيادة السلطان قطز ولم تقم لهم بعد ذلك قائمة .

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة