كتبت / عبير خضر ✍️
في عالم مليء بالضجيج والعلاقات المتشابكة، قد تجد نفسك دائمًا الشخص الذي يستمع، يدعم، ويقف بجانب الجميع. لكن ماذا يحدث عندما تحتاج أنت إلى ذلك الدعم؟ عندما تمر بلحظات ضعفك، وتنظر حولك فلا تجد أحدًا؟
الصعوبة الحقيقية ليست في الوحدة ذاتها، بل في الإحساس بأنك تُعطي بلا مقابل، تُساند الجميع وعندما تحين لحظتك لا تجد سوى الصمت. حتى أبسط الأشياء، مثل أن يُنصت لك أحد بإخلاص أو يمنحك كلمة صادقة، تصبح رفاهية نادرة.
لماذا أصبح الناس أكثر قسوة؟
لم يعد الأمر كما كان من قبل. العالم أصبح أسرع، والناس أكثر انشغالًا بمصالحهم. قد تحيط بك وجوه مألوفة، لكنها في لحظة الحاجة تتلاشى. هناك من يظهرون الاهتمام، لكنهم يغيبون عند أول اختبار. العلاقات باتت سطحية، والمشاعر الحقيقية تُخفى وراء أقنعة من المجاملات والتصنع.
لطالما كنت أرى الوحدة شيئًا سلبيًا، حتى أدركت أنها قد تكون من أعظم مصادر القوة. الوحدة ليست عزلة، بل هي مساحة خاصة تمنحك فرصة للهدوء الداخلي، للتأمل، ولإعادة ترتيب أفكارك بعيدًا عن ضوضاء التوقعات والضغوط.
عندما تتصالح مع وحدتك، تكتشف أنك لا تحتاج إلى إثبات شيء لأحد، ولا إلى البحث عن قبول من الآخرين. تصبح أكثر وعيًا بذاتك، وأكثر قدرة على رؤية الأمور بوضوح. الوحدة ليست هروبًا، بل هي استراحة محارب تعيد فيها بناء نفسك.
ما الحل؟
الحل ليس في البحث عن مزيد من الأشخاص، بل في بناء علاقة أقوى مع نفسك.
- لا تنتظر التقدير من الآخرين، بل كن أنت أول من يمنح نفسك الاحترام والاهتمام.
ا-ختيار العلاقات بحكمة: لا تُحيط نفسك بأشخاص لمجرد ملء الفراغ، بل ابحث عن من يشاركونك القيم والمشاعر الحقيقية.
-لا تُفرط في العطاء حتى لا تنكسر، ولا تتوقع الكثير حتى لا تُصاب بالخذلان.
استثمر في نفسك، تعلم، جرب أشياء جديدة، وكن دائمًا في رحلة نمو شخصي.
في النهاية، الوحدة ليست عدوًا، بل قد تكون حليفك الأقوى إذا تعلمت كيف تستفيد منها. فحينما تتوقف عن البحث عن الأمان في الآخرين، ستجده في أعماق نفسك.
"لا تعتمد على أحد، كن سند نفسك."
إرسال تعليق