بقلم د. أسماء محمد سعد استشاري اول صحة نفسية اتحاد المعالجين النفسيين العرب واستشاري أول تربية
البيوت كلها تكاد لا تخلو من مراهقة تعيش فيه وجميعنا نسعى لتربيتهن في أحسن صورة وحال مما يدعونا للبحث في صحتهم النفسية التي تواكب الاحداث المتصارعة وفي نفس الوقت توازي تربيتنا وأصولنا
مما يدل على أنه موضوع الصحة مهم يؤثر على حياة الفتيات في هذه المرحلة الحساسة حيث يمررن بتغيرات جسدية وعاطفية كبيرة مما يجعلهن أكثر عرضة للتوتر والقلق والاكتئاب المراهقة .
فهي فترة انتقالية بين الطفولة والرشد وتتطلب توازنا نفسيا لمواجهة التحديات التي قد تتعرض لها الفتاة في هذه المرحلة تحتاج المراهقات إلى بيئة داعمة توفر لهن الأمان والاستقرار النفسي كما أن الدعم العاطفي من الأسرة والأصدقاء يلعب دورا كبيرا في تعزيز ثقتهن بأنفسهن وتعزيز شعورهن بالانتماء والمودة قد تواجه المراهقات ضغوطا مختلفة مثل الضغوط الدراسية والمجتمعية والتوقعات العالية التي تفرضها الأسرة أو المجتمع عليهن مما قد يؤدي إلى مشاعر الإحباط والقلق المستمر من المهم أن يكون لدى المراهقة القدرة على التعبير عن مشاعرها بحرية دون خوف من الانتقاد أو التقليل من شأنها لأن الكتمان قد يؤدي إلى تفاقم المشكلات النفسية كما أن الانعزال الاجتماعي قد يزيد من شعورها بالوحدة والاكتئاب
ولكن هناك أمور تقضي على تلك الأعراض مثل النشاط البدني وممارسة الرياضة بانتظام يساعدان في تحسين المزاج والتخفيف من التوتر والقلق
كما أن اتباع نمط حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة والنوم الكافي يؤثر إيجابيا على الصحة النفسية يجب على الأهل أن يكونوا أكثر تفهما لمشاعر بناتهم في هذه المرحلة
وألا يستهينوا بمشاعرهن أو مشاكلهم بل يجب عليهم تشجيعهن على التحدث ومساعدتهن في إيجاد حلول مناسبة لمشكلاتهم بعض الفتيات قد يلجأن إلى وسائل غير صحية للتعامل مع الضغوط مثل العزلة أو إيذاء النفس أو حتى التفكير في الانتحار لذا من الضروري توعية المراهقات بطرق سليمة للتعامل مع المشاعر السلبية يمكن أن يكون العلاج النفسي أو التحدث مع مختص نفسي وسيلة فعالة لمساعدتهن في تجاوز الأزمات العاطفية وتعزيز ثقتهن بأنفسهن .
يجب على المجتمع أيضا أن يكون أكثر وعيا بأهمية الصحة النفسية للمراهقات وتقديم برامج دعم نفسي في المدارس والمراكز الشبابية لتوفير بيئة آمنة للمراهقات لمناقشة مشاكلهن دون خوف من الحكم عليهن من المهم تشجيع الفتيات على تنمية مهاراتهن الشخصية وتطوير قدراتهن لمساعدتهن في بناء شخصية قوية قادرة على مواجهة التحديات
يجب أن تعي المراهقات أن من الطبيعي الشعور ببعض القلق أو الحزن في بعض الأوقات لكن إذا استمر هذا الشعور لفترة طويلة أو أثر على حياتهن اليومية فيجب البحث عن مساعدة المختصين العلاقات الإيجابية تلعب دورا هاما في تعزيز الصحة النفسية لذا من الأفضل أن تحيط الفتاة نفسها بأشخاص يدعمونها ويعززون من ثقتها بنفسها بدلا من الأشخاص السلبيين الذين قد يؤثرون على حالتها النفسية بالسلب التفاعل مع الأنشطة المجتمعية والتطوعية يمكن أن يساعد في تحسين المزاج وزيادة الشعور بالإنجاز والرضا النفسي كما أن القراءة أو ممارسة هوايات مفضلة تعد من الوسائل الفعالة للتعامل مع الضغط النفسي على الأهل والمدرسين توعية الفتيات بأن الحديث عن مشاعرهن ليس ضعفا بل هو خطوة مهمة لفهم الذات والتعامل مع المشاعر بشكل أفضل تجاهل الصحة النفسية قد يؤدي إلى مشاكل مستقبلية تؤثر على الدراسة والعلاقات الاجتماعية لذا يجب التعامل مع أي مشكلة نفسية بجدية والبحث عن حلول مناسبة الشعور بالقيمة الذاتية وتقدير النفس من الأمور التي تحتاج إلى تعزيز مستمر من خلال تقديم الدعم النفسي والإيجابي للمراهقات يجب على الفتيات معرفة أنهن لسن وحدهن في مواجهة المشكلات وأن هناك دائما أشخاص يهتمون لأمرهن ومستعدون لمساعدتهن في أي وقت.
من المهم أيضا تقليل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لساعات طويلة لأن المقارنات المستمرة مع الآخرين قد تؤثر على الثقة بالنفس وتسبب مشاعر الإحباط يجب على الأهل مراقبة المحتوى الذي يتعرض له بناتهم لأن بعض المحتويات قد تؤثر سلبا على نفسية الفتيات وتجعلهم يشعرون بعدم الرضا عن أنفسهن تعزيز مهارات التعامل مع الضغوط من خلال تعلم تقنيات التنفس العميق والاسترخاء والتأمل يمكن أن يكون فعالا في التخفيف من القلق والتوتر الابتعاد عن الأشخاص السلبيين والبيئات التي تسبب الإحباط يساعد في تعزيز الشعور بالسعادة والرضا عن النفس التفاؤل والتفكير الإيجابي يلعبان دورا هاما في تحسين الصحة النفسية لذا من الضروري تشجيع الفتيات على النظر إلى الحياة بنظرة إيجابية والابتعاد عن التشاؤم والتفكير السلبي في النهاية الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية ويجب على المراهقات الاعتناء بأنفسهن والبحث عن طرق صحية للتعامل مع المشكلات والضغوط
إرسال تعليق