U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

القائد المجتمعي والعمل التطوعي - جريدة الهرم المصرى نيوز


 

كتبت الإعلاميه دكتوره ياسمين إبراهيم



بالتعاون مع مبادرة مكارم الأخلاق وبرنامج الحياة أجمل 


تُعتبرُ الأعمالُ التطوعيّة من أحد المصادر المُهمّة للخير لأنّها تُساهمُ في عكسِ صورةٍ إيجابيّة عن المجتمع وتوضحُ مدى ازدهاره، وانتشار الأخلاق الحميدة بين أفراده لذلك يعدُّ العمل التطوعيّ ظاهرةً إيجابيّةً ونشاطاً إنسانيّاً مُهمّاً ومن أحد أهمّ المظاهر الاجتماعيّة السّليمة فهو سّلوكٌ حضاريّ يُساهمُ في تعزيزِ قيم التّعاون

يعدُّ العمل التطوعيّ خياراً جيّداً للحصولِ على العديدِ من الخبرات المُهمّة التي تحملُ نتائجَ إيجابيّةٍ للمُتطوّعِ نفسه والمُؤسّسة التي يعمل لصالحها أيضاً حيثُ يمكنُ للمُتطوّع أن يكسبَ مهاراتٍ جديدة أو يُحسّن المهارات التي يمتلكها. تعتبرُ الأنشطة التطوعيّة من أهمّ النّشاطات العامّة التي تُساهمُ في المُحافظةِ على تطوّر المُجتمع.


هل لديك القدرة على معرفة احتياجات مجتمعك؟

هل تمتلك مهارة اسكتشاف مشكلة في مجتمعك من خلال ملاحظاتك وقراءتك له؟


يستخدم (( القائد المجتمعي )) الكثير من الأدوات والمهارات التي تساعده على تغيير مجتمعه نحو الأفضل ومن هذه الأدوات قوة الأسئلة والملاحظة ويستطيع من خلال هذه الأدوات رصد ومراقبة التفاصيل المتعلقة بالاحتياجات المجتمعية والتركيز على العلاقات للوصول إلى فهم السياقات المختلفة إضافة للمساعدة على توليد الأفكار التي من الممكن أن توصل إلى حلول ذات منفعة وأثر إيجابي للأفراد والمجتمعات.


ومن هذه الأدوات التي سنتكلم عنها في مقالنا هما الملاحظة والأسئلة.


أدوات يستخدمها ((القائد المجتمعي)) 


الأداة الأولى: الملاحظة

تعتبر قوة الملاحظة من الأدوات التي يستخدمها المهتمون بالشأن المجتمعي كثيراً، وهي أن يلاحظ المهتم أدق التفاصيل من حوله بموضوعية.


والهدف هو التقصي والتحري وسبر الحقائق وَمِنْ ثَمَّ التوصل للعلاقات بين المتغيرات، وتحديد النتائج.


كذلك الأمر في العمل المجتمعي تقوم الملاحظة على قراءة المجتمع المحلي الذي نتدخل فيه، وتحليل المواقف والمعلومات والتفاصيل التي تحيط به ليستطيع أن يبني تدخله بشكل مناسب وملائم لسياق المجتمع.


إيجابيات قوة الملاحظة

لا شك أن أداة الملاحظة تساعد القائد المجتمعي على الانتباه للتغيرات التي تحصل في مجتمعه وتجعله أكثر انتباها للتفاصيل التي تحدث، ومن إيجابيات قوة الملاحظة أيضاً:


استكشاف الحاجات والمشاكل والتحديات التي تواجه المجتمع والتغييرات التي تطرأ على هذه المشاكل أثناء العمل عليها.

توفر الملاحظة فهماً دقيقاً للبيئة فتراعي سياقها وخصوصيتها.

تطور مهارات أخرى مختلفة مثل التواصل، وكذلك الاستماع؛ فعندما يلاحظ قائد مجتمعي مشكلة ما، يدقق في تفاصيلها، وبالتالي لا يطلق أحكاماً عامة، فهناك تعبيرات لفظية خاصة بكل بيئة، حيث أن كل تعبير يمكن أن يتضمن شيء أو نوع محدد من المعلومات.

توفر الملاحظة في بعض الحالات معلومات دقيقة من الممكن ألا توفرها أداة ثانية، نوعية الإذاعات كمثال، أو البرامج التي يتابعها مجتمع، فنستطيع رصدها بدقة من خلال الملاحظة، ولو تلقينا هذه المعلومات من أداة اخرى، فمن المحتمل التلاعب أو الكذب بشأنها في بيئة محددة، مثلاً طريقة معاملة النساء او كبار السن ضمن مجتمع معين، فالملاحظة تستطيع توضيح هذه الصورة.

لكي يستطيع القائد المجتمعي أن يلاحظ بطريقة فعالة تمكنه من الاستفادة من نتائجها، لا بد أن تتوفربعض الشروط:


الموضوعية:

أي أنه غير متحيز ويلاحظ الواقع كما هو.


التوازن النفسي أثناء الملاحظة:

 فلا يكون منفعلاً أو متوتراً أثناء ملاحظته.


اليقظة وسرعة البديهة:

أن يحدد ما يريد ملاحظته تماماً حتى يستطيع


أن يبني التدخل الملائم:

 أن يكون على دراية ومعرفة بأدوات ومهارات أخرى للتأكد من دقة وصدق الملاحظة وليستطيع التدخل بفاعلية في حل مشاكل مجتمعه.


أصبح هناك الكثير من القضايا المجتمعية التي تسبب العديد من المشاكل والمخاطر على أفراد المجتمع، كما أن التزايد التكنولوجي وتوفر الموارد الغذائية والصناعية جعل الحاجة ماسة إلى وجود قائد يتولى جميع مسئولية المجتمع بداية من التصدي للمخاطر وردم المشكلات الاجتماعية مروراً بتولي مسئولية استغلال الموارد المتاحة فيما يفيد المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة ويكون هو العقل المفكر والمبتكر للحلول وفك النزاعات بالإضافة إلى كونه يد العون مع أفراد المجتمع لتحقيق جميع متطلباتهم في الحياة.


كل هذا يعد من دور(( القيادة المجتمعية)) التي تزداد الحاجة إليها في القرن الواحد والعشرين وذلك لما تشهده جميع البلدان من مخاطر ونزاعات وأخرى تواجه فقر ومجاعة، وبلدان أخرى ذات مناخ ممتاز وموارد متوفرة ولكنها تفتقر إلى قيادة مخلصة ومتفانية، ومن هنا يأتي الفرق بين القيادة المجتمعية والقيادة التقليدية التي لا تعرف شيء عن القيادة إلا مصلحتها الشخصية ولا تفكر في حل المشكلات ولا استغلال الفرص المتاحة في المجتمع.


أنواع ((القيادة المجتمعية)) وأمثلة عليها

هناك العديد من صور القيادة المختلفة وكل منها يختلف عن الآخر في المجال الذي من أجل قيادته، وإليك أنواع القيادات المجتمعية فيما يلي:


القيادة الأخلاقية

 ويركز القائد على إرشاد ونصح الأمة لفعل العادات والقيم الأخلاقية السليمة ويكون له صفات لا مثيل لها حتى يكون قدوة يقتدى به في الكثير من الأمور المهمة والأخلاقية وعامة ما يكون القائد من هذا النوع محبوب من الجميع حتى يتم قبول نصائحه، ويقع على عاتقه الكثير من المهام خاصة عند تغيير عادات وقيم سيئة أصبحت منتشرة بكثرة في زماننا هذا.


القيادة الإبداعية

 وهي تعني القدرة على الخيال والتفكير الإبداعي في حل المشكلات ومواجهة المخاطر بناء على ما هو موجود من فرص يمكن استغلالها في حل القضايا الصعبة التي تعيق التعلم، كما يقوم القائد الإبداعي بتشجيع الآخرين في مواجهة التحديات حتى يصبحوا مستشارين في القيام بحل المشكلات بأنفسهم.


القيادة التحويلية

ويركز فيها القائد على كيفية تغيير مسار تفكير أفراد المجتمع إلى أهداف أخرى أسمى وأجل من خلال وضع رؤية واضحة للمواقف والتفكير بشكل أعمق وبعيد مما قد يتخيله أي عقل آخر، لذا تجد أنه لديه قدرة فائقة على الإقناع بشكل سريع لما لديه من براهين وأدلة تثبت صحة قوله وهو يركز أكثر على الأهداف المستقبلية وكيفية التطوير من الحاضر.


تعتبر الخصائص الاجتماعيّة هي مِن سِمات الطّبيعة الإنسانيّة، فالفطرةُ السّليمة تدعوُ الإنسان دائماً إلى تقديمِ الخير وتنحية الشرّ بشكلٍ نهائيّ.


إن ((القيادة المجتمعية)) تصبح متاحةً عندما يباشر مجموعة من الأفراد عملًا بقصد تحقيق غاية مشتركة في إطار علاقةٍ يحكمها الاحترام والتقدير للآخرين، وتمنحهم هذه العلاقة قدرة على التعاون والتعاضد من أجل بلوغ الأهداف المنشودة.وتتميز هذه العلاقات بأنها مرنة وواسعة، إذ إنها لا تتمحور حول " الأنا "، وإنما تتجاوزه إلى الـ" نحن "، إذ إن الغاية والأهداف المشتركة، تضع الناس في جوٍّ من الودّ والتفاهم بالرغم من وجود الفروق والاختلافات، فبدلًا من التمركز حول الذات، يقوم هؤلاء الأفراد بالعمل المشترك، والتعاون البّناء، كلٌ على حسَب طاقته، ونوع قدراته ومهاراته، وتسود حالة من الحب والقبول بين أفراد المجتمع.

ويعمل القائد على توجيه الناس نحو فعاليات، تمكن الناس من إحداث التغييرات المنهجية، وتحقيق التنمية المستدامة.


ولكي يتمكّن(( القائد المجتمعي )) من الاندماج مع المجتمع، فعليه أن يعي السياق المجتمعي، من خلال فهمه لقواعد التاريخ، وكيفية بناء المجتمعات الحضارية، وآليات بناء السياسات وعملها. وإن بناء القيادة المجتمعية هو عملية مستمرة لا تحدث لمرة واحدة فقط، وإنما هي متجددة ومواكبة لنموّ المجموعات، وتغيُّر المجتمعات، إذ إن القادة يدفعونها ويوجهونها من أجل تحقيق الغايات المنشودة، وتستمر هذه القيادة في تعلم كل ما هو مرتبط بمجتمعاتها، وفهم التغيُّرات الحاصلة في المجتمع والمجموعات.


المرتكزات الثلاثة التي تقوم عليها القيادة؟


الترابط:

القيادة المجتمعية تعمل في إطار علاقات مترابطة منظوميًا، إذ إن المجموعة بأكملها تمارس الدور القيادي في المجتمع، كما يمارس الأفراد أدوارًا قيادية ضمن المجموعة.


المرونة:

 القيادة المجتمعية مرنة، إذ إن عملها ينبثق من حالات معينة، فعملية تشكيل الرؤية وتحديد الاتّجاه تتعلق بتطبيق استراتيجياتٍ عمليّةٍ تحقّق الغاياتِ المرجوةَ، وتُنتجُ هذه القيادات حالة من التأثير على الآخرين على مستوى الأفراد والمنظّمات، ويكون إنتاج التأثير وظيفةً مشتركة بين أعضاء المجموعة.


التحويل:

القيادة المجتمعية تحويلية، فالقائد يقوم ببناء رؤية مشتركة، ويعمل على تعزيزها، ويُلهم مجموعةَ العمل القيادي، لكي يطوروا أساليب جديدة لحل المشكلات والتعامل مع الأزمات، ويجعل الناس من حوله يهتمّون بالعمل بدافع ذاتي.القادة المجتمعيّون، أو القادة المحليون وقادة الجماعات، يتولّون مسؤولية رفاه وخير مجتمعاتهم المحلّية وجماعاتهم ومسؤولية وتحسينها. فهل تنطبق عليكم هذه الصفة؟ هل يهمّكم أن تصبحوا قادة مجتمعيّين؟ حاولوا أن تجيبوا على الأسئلة عن القيادة هل أنتم من الذين

يريدون تحسين مجتمعاتهم المحلّية أو جماعاتهم؟ لديهم ما يساهمون به؟

لا ينتظرون حتّى يقوم شخص آخر بإنجاز العمل؟

((القائد المجتمعي))

هو الشخصية الاجتماعية الفاعلة والمؤثرة التي تعمل بطواعية وبشفافية، ويتمتع بثقة المجتمع بأكمله، حيث يعمل بآلية منهجية تحقق العمل التشاركي مع الآخرين، وهو رمزية وهمزة وصل بين المجتمع والمؤسسات حيث تجده أول من يطرح هموم واحتياجات المجتمع وفقاً لحركته ونبضه، ولديه القدرة الواسعة على التأثير وتحفيز الآخرين للعمل والمشاركة وعلى التحمل والصبر والمرونة في الأداء مما يعزز ويسهم في تلبية رغبات وتطلعات المجتمع.


((القائد المجتمعي)) 

 قارئ جيد للمستجدات المحلية والإقليمية والدولية ولديه من الخبرات المجتمعية والمشاركات الاجتماعية في العمل الإنساني الطوعي والخدمي للأنشطة المجتمعية، ويمتاز ويحظى بعلاقات واسعة على صعيد المجتمع بكل قطاعاته ومنظمات المجتمع المدني (أندية، مؤسسات، جمعيات، مبادرات).


((القائد المجتمعي)) 

 إداري من الطراز الأول يدير ويسيّر الاجتماعات واللقاءات، ولديه الكفاءة والتواصل وإعداد المحاضر والتقارير ويمتاز بمهارة التخطيط والتوجيه والمتابعة والتقييم والرقابة، ولديه إمكانيات التحليل لأصحاب الموارد ذوي العلاقة والطاقات الفاعلة على مستوى المجتمع المحلي، كما يجيد تحليل المشكلات وإيجاد الحلول واتخاذ القرارات المناسبة بذلك الصدد، وبمعنى أدق لديه القدرة على إدارة الأزمات أو الخلافات المجتمعية وإصلاح ذات البين في المشاكل الناجمة أو الصاعدة وتحت مبدأ إقناع الأطراف المتنازعة دون إلحاق ضرر بأحد منهم تطبيقاً لقاعدة "لا ضرر ولا ضرار".

كتبت المقال الإعلاميه دكتوره ياسمين إبراهيم

بالتعاون مع مبادرة مكارم الأخلاق 

أدارة تسويق برنامج الحياة أجمل

  برنامج الحياة أجمل

#الإعلامية_ياسمين_إبراهيم #دكتورة_الإعلام_العربي #بوابة_الغد_نيوز #سيده_الوطن_العربي #مؤتمرات #مجلس_الوحدة_الأقتصادية #سفيره_المرأه_العربيه #سفيرة_السلام_العالمي #إتحاد #الوطن_العربي #الإعلام #العربية #العربي #مصر #مبادرة #مكارم_الأخلاق #برنامج #الحياة_أجمل #كتابة #جريدة #وزارة

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة