بقلم أستاذة/ هند رجب
كان النبي ﷺ حريصًا على هداية الخلق؛ ساعيًا أعظم السعي يفرح ﷺ ويُسر بهداية المهتدين ويحزن ويأسف على المكذبين الضالين شفقة منه ورحمة بهم، فأرشده الله تعالى أن لا ينشغل بالأسف عليهم، فلو علم الله فيهم خيرًا لهداهم، الله تعالى يقول: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا.}
حملُ همّ هداية الخَلْق بحرقة وشغف هذا شأن الرحماء، فمسموح لك الحزن على من فاتك هدايته مالم تهلك نفسك. *رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا.*
رَحمَ الله من أعان أخيه على صلاح آخرته
المؤمن لا يفرغ مِن العبادة والذكر والدعاء في كل أحواله وأوقاته يبتغي وجه الله تعالى، فمَن كان دأبه قراءة ورد الأذكار مبكّرًا؛ سيلتمس طمأنينة وبركات تحفّه سائر يومه.
الله تعالى يقول: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا.} ذِكْرُ الله تعالى واتّباع الهوى ضدّان، والغفلة الحقيقية هي غفلة القلب، فمِن الخطأ أن تُنظم الحياة حولك وتترك الفوضى في قلبك، فعَوِّد قلبك على التوجه في همه وشكواه وفقره وحاجته إلى بابه سبحانه. *رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا.*
نعيمٌ مقيمٌ لن يحول ولن يزول
لن يُخرجك من الجنّة ظالم ولن تحرمك منها كارثة، ولن يضعف التنعم بها مرض ولن يقطعه موت، ستظل مذهولًا متقلّبًا في نعيمها المتجدد، الله تعالى يقول: {وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا•مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا.}
بشراك أيها المؤمن تعمل لنفع نفسك فأنت أجير لخير مالك، وبقَدَر جهدك وإخلاصك يوفيك الله سبحانه من الأجر فضلًا منه، ويزداد نعيمك في الجنة إلى مالا نهاية فتمكث فيها أبدًا، *فاعمل لها.* *رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا.*
يُعرفُ المرء بصفاتِ من يُجالِسُ
الصحبة لها دور في سلوكك وتحديد اتجاهاتك، فالصحبة الصالحة لها آثارها المحمودة ونتائجها اﻹيجابية دينيًا ودنيويًا، والمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه، وفي وفاته إما أن يكون مُستريح أو مُستراح منه، فهي طريق النجاة ورفقة السوء طريق الشقاء.
الله تعالى يقول: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ.} وهذا أمرٌ من الله تعالى أن تكون مع الجماعة المؤمنة الذاكرين الداعين له،
*رمضان يُعينُك لتشد عضدك بإخوانك.
ركضًا إلى الله بغير زادِ إلا التقى وعمل المعادِ
عليك اغتنام الفرص التي قد لا تتكرر، وبما أنك وُجدتَ فيها فلا بد من قطف ما تسطيع قطفه، لكن العجب ممن لم يكن همُّه سوى المتاجرة وتحصيل عرض من الدنيا، إنَ العبادة في رمضان لا تعني أن يقصِّر المسلم في الواجب عليه من الأمور الدنيوية؛ فغزوة بدر الكبرى وقعت في رمضان،الله تعالى يقول {أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْـخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ}
لا تكن ممن جعل الدنيا همَّه ونظر إلى رمضان على أنه موسم للتجارة وتنمية الثروة فقط؛ وإن نقص رصيده الإيماني.
إرسال تعليق